الهلال 2025: من هيمنة إلى تراجع.. ماذا يحدث للزعيم؟

الحرير/

الكاتبة / فرح عصام العبدالله

قبل أشهر، كان الهلال فريقًا لا يُقهر، واليوم يجد نفسه في دوامة من التعثرات. كان الهلال مسيطرًا على جميع البطولات المحلية والقارية، حطم أرقامًا قياسية، وحقق ثلاثة بطولات، منها الدوري الذهبي بدون هزيمة.
و افتتح هذا الموسم بفوزه ببطولة كأس السوبر السعودي، وكانت بداية قوية، ولكن فجأة بدأ الأداء بالتراجع ، حيث أهدر نقاطًا أمام فرق لم تكن تشكل تهديدًا حقيقيًا في السابق. فهل هذا مجرد هبوط مؤقت بعد موسم طويل أم هناك أسباب أعمق وراء هذا التراجع؟

وفي الواقع، هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى الهلال، ومنها:

  • الإرهاق وضغط المباريات
    الموسم الماضي، خاض الهلال موسماً تاريخيًا وكان ينافس في جميع البطولات (الدوري، السوبر، كأس الملك، دوري أبطال آسيا). وهذا الضغط الكبير أدى إلى انخفاض في المردود البدني للاعبين، وأثر على جاهزيتهم مع بداية الموسم الجديد. لم يكن هناك وقت كافٍ لاسترجاع القوة البدنية للاعبين، مما جعل الفريق يعاني من مشاكل في اللياقة والاستشفاء.
  • تغيير المعد البدني
    ومع بداية الموسم الحالي، قام نادي الهلال بتغيير الطاقم البدني. قد يبدو الأمر طبيعيًا وغير مؤثر، لكن العكس هو الصحيح. حيث أن أي تغيير في الجهاز البدني قد يؤثر على طريقة تجهيز اللاعبين، ولا بد أن يكون هناك فارق بين المعد الجديد والسابق، مما أثر على جاهزية بعض اللاعبين البدنية.
  • غياب اللاعب الصربي ألكسندر ميتروفيتش
    يعتبر المهاجم ميتروفيتش لاعباً مهمًا في منظومة الهلال الهجومية، وغيابه كان من الأسباب الرئيسية لتراجع أداء الهلال الهجومي. الهلال يفتقد مهاجمًا حاسمًا قادرًا على إنهاء الفرص بسهولة. على الرغم من تألق البديل، المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، إلا أن الهلال لم يعد بنفس القوة الهجومية، مما انعكس ذلك على نتائجه في الدوري ودوري أبطال آسيا. غاب المهاجم الصربي عن صفوف الهلال لمدة سبع مباريات في الدوري، فاز الهلال بأربع منها، وتعادل في اثنين، وخسر في مباراة واحدة ضد القادسية.
  • تراجع المنظومة الدفاعية
    في الموسم الماضي، كان الهلال يتميز بدفاع قوي ومنظم، ولكن مع بداية موسم 2025، تغير الأمر. تراجعت أرقام الفريق الدفاعية بشكل ملحوظ، حيث استقبلت شباك الفريق أهدافًا في مباريات كان من الممكن أن يتم حسمها بسهولة أمام الفرق المتوسطة. مما جعل الفريق يعاني في الحفاظ على تقدمه في المباريات.
  • تكتيكات المدرب جورجي جيسوس
    لم يعد الهلال الفريق الذي يفاجئ خصومه بأسلوب لعبه. أصبحت تكتيكات جورجي جيسوس كتابًا مفتوحًا للجميع. الفرق المنافسة لم تعد تحتاج إلى معجزة لإيقاف الهلال، بل يكفي أن تطبق الأساليب التي أثبتت نجاحها. ومع ذلك، يصر جيسوس على التمسك بقراراته، متجاهلًا الحاجة إلى التغيير والتكيف مع الواقع. ليس هذا فحسب، بل يستبعد بعض اللاعبين القادرين على صنع الفارق، ليترك الفريق يعاني بينما هو متمسك بوجهة نظره التي، للأسف، لا تأتي إلا بنتائج لا تليق بحجم الهلال.
  • الأخطاء التحكيمية
    في الفترة الأخيرة، شهدت المباريات التي شارك فيها الهلال بعض القرارات التحكيمية التي أثارت الجدل بين الجماهير. بعض هذه القرارات كانت موضع انتقاد من الخبراء والمحللين الرياضيين الذين أشاروا إلى أنها قد تؤثر على سير المباريات بشكل غير عادل. الأخطاء التحكيمية، سواء كانت بسبب سوء تقدير أو عدم دقة في المراقبة، تظل جزءًا من أي رياضة، لكن تكرارها في مباريات مهمة يزيد من حدة الجدل حول مستوى التحكيم. من المهم أن ندرك أن هذه الأخطاء لا تقتصر على الهلال فقط، بل هي قضية عامة في الرياضة.

وفي النهاية، يبقى الهلال ليس مجرد نادي عادي، بل هو زعيم الكرة السعودية والآسيوية. وما يمر به الهلال في هذا الموسم هو أمر طبيعي في عالم الرياضة. لا بد أن هذا التراجع ليس سوى مجرد عثرة مؤقتة. ومع ذلك، تبقى هنالك فرصة لعودة الهلال. فكل ما يحتاجه حاليًا هو التخطيط الاستراتيجي والمرونة في اتخاذ القرارات الفنية، ومراجعة شاملة من اللاعبين والجهاز الفني لضمان عودة الزعيم إلى مستواه المعهود.
هل سيتمكن الهلال من النهوض مجددًا؟ الأيام القادمة ستحدد ذلك

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

قراءة في اداء منتخبنا الوطني امام اندونيسيا

الحرير/ بقلم/ محمد حنون/نائب نقيب الصحفيين العراقيين اولا”..الشوط الأول:تميز بالارتباك التكتيكي وغياب الانسجام بين خطوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *