المخدرات .. مسؤولية تنفيذية لا توعوية !

الحرير/

بقلم/حسين الذكر

يذكر لنا التاريخ الحديث ان القوات البريطانية وقفت على شواطئ الصين تهدد بحرب شعواء حد الاحتلال اذ لم تسمح الحكومة الصينية بدخول نوع من المخدرات الى الشعب الصيني بعنوان حماية التجارة الدولية .. فيما تخفيه من حقيقة السيطرة على شعب مخدر لا يمكن السماح له بالنهوض في تلك الظروف السائدة مطلع القرن السابع عشر .
حضرت منتصف التسعينات ندوة عن ( العولمة ) وكان بداية ظهور المصطلح وتداوله وقد اجمع الحضور واغلبهم كانوا من جمعية الفلسفة العراقية انذاك على ان الهدف الرئيس للعولمة هي محاولة الدخول الى الدول المستهدفة وتفكيك اواصر الاسرة اولا لاضعاف المجتمع والسيطرة عليه لاحقا .
بمجرد نظرة مبسطة على ما تعنيه تجارة المخدرات وممارستها وادارتها وكيفية صناعة ملفها وحماية العاملين فيه يعطي انطباعا راسخا على ان الاهداف السياسية اخضاعية للهيمنة على الاخر بسبل شتى سيما في الجانب الاجتماعي وان الاجندات الخارجية وبالتعاون مع ادواتهم في الداخل هم من يقوم بمجمل العمل اما الشعب فهو المستهدف .
دعيت قبل ايام الى ندوة عن خطر المخدرات والوقاية منها في منتدى وشباب مدينة الحرية وقد القى محاضرين ( دكتور وموظفة مختصة ) من جهاز الامن الوطني محاضرة ارشادية وتوعوية وكانا مهذبين جدا وممتلئين في اختصاصهما وقدما معلومات مفيدة عن انواع المخدرات وخطرها وكيف التصدي لها مع ما يتعلق بذلك من الجهة القانونية .. وقد عقبت قائلا : ( سبق وان القيت محاضرة قبل عشر سنوات تقريبا على مجموعة منتسبي وزارة الداخلية تجاوز عدد الحضور فيها ( ثلاثمائة ) شخص وقد تطرقت الى ذات المواضيع التي سمعنها وكان من ضمنها الوعظي والتوعوي مما اشار اليه الاخوة المحاضرين الامنيين . مشيرا الى ان ملف المخدرات ملف دولي وهو اختصاص الحكومة ومؤسساتها اما الاسر والمجتمع فهم ضحايا لا يخدمهم الوعظ امام كم هائل من اجندات ملف المخدرات الذي يعد وسيلة من وسائل اضعاف الدولة والسيطرة على مقدراتها كما هو معمول به منذ قرون بمختلف بقاع الارض وتاريخها) .
ثم فتح باب المداخلات وناقش الحضور ملفات متعلقة وقريبة منها وكل كان له وجهة نظر محترمة تم استماعها من قبل المحاضرين بود وتحمل .. كما تم بث فيديو يلقي الضوء على كيفية المطاردة والقبض على المتعاطين والوسطاء وربما التجار الصغار .. وهؤلاء اكثرهم يعدون من ضحايا تجارة المخدرات وان كانوا يتعاطون او يعملون قسرا فيه .. وقد تسائل الحضور عن دور الدولة ومؤسساته للقبض على التجار والرؤوس الكبار المتهمين في هذا الملف الخطير الذي اخذ يضرب شرائح المجتمع سيما طلاب المدارس كما ذكر المحاضر باحصاءات تؤكد ذلك .
بالوقت الذي نشكر د . علي صاحب مدير المنتدى وجهاز الامن الوطني على هذه الالتفاتة مع انعكاساتها الجزئية وربما الهامشية على الملف الا اننا نكبر بهم الصدق وتحمل المسؤولية والاحساس بالخطر .. في ذات الوقت نطالب الحكومة والجهات ذات العلاقة سيما وزارات ( التربية والتعليم العالي والداخلية والدفاع والامن الوطني والمخابرات والصحة والزراعة .. وغيرها لاتخاذ اجراءات اكثر حزم وفاعلية على ارض الواقع بما يعيد العراق كما كان عليه قبل 2003 مجرد معبرا دون نسب تعاطي تذكر) .

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

حكاية الشايچي والتكايچي

الحرير/ بقلم/كمال فتاح حيدر فازت زعيمة الحزب الديمقراطي الياباني الحر سناي تكايچي (64 عاما) بتصويت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *