الحرير/
بقلم/خزعل اللامي
بعد سقوط نظام الطاغية عقب عام 2003 عدت الانتخابات العراقية أحد أبرز مظاهر التحول الديمقراطي الذي شهده العراق ، كونه الأمر الدستوري الذي يعبّر من خلاله المواطنون عن إرادتهم السياسية في اختيار ممثليهم داخل البرلمان ليكونوا صوتهم المسموع والمجاب بتقديم الخدمات المطلوبة وتحديد شكل الحكومة المقبلة. ومع كل دورة انتخابية تتجدد الآمال في تحقيق الإصلاح والتغيير رغم التحديات الكبيرة التي تواجه العملية السياسية في بلد مثل العراق الذي مازال يرزح تحت انين الفساد والوجع والعوز وتلكؤ المشاريع المهمة وتردي الخدمات بالرغم من الطاقات البشرية الخلاقة والامكانيات المالية الهائلة التي تدر على خزينة البلد والتي وللاسف الشديد لم توضع وتوضف هذه الأموال في مكانها الصحيح ليهنئ المواطن في بحبوحة من العيش الرغيد.
يؤكد مختصون في الشأن الاقتصادي على ان ملايين الدولارات أنفقها المرشحون دون وجع على الدعاية الانتخابية ناهيك عن الأموال الهائلة التي رصدت لعمل مفوضية الانتخابات.
تكتض شوراعنا ومدننا بصور مرشحين قدماء وجدد بعد كل اربع أعوام نيابية ،
غالبيتهم يتسابقون للظهور الاعلامي من على الفضائيات ولكن بلا برامج واقعية الا ما رحم ربي، البعض منهم انكر وعمدا تضحيات دماء الشهداء الزكية والتي لولاها لما كانوا أو يكونوا بمدنهم وعوائلهم، آخرين اجتهدوا على كيفية الحضور في ملاعب خماسي الكرة ووهب هدايا للشباب في تلك الملاعب ولااعرف مادخل هذه الملاعب في البرامج الانتخابية، بعضهم انبرى بوعود مانزل الله بها من سلطان واقل مايقال عنها مضحكة.
ان تجربة مافوق العشرون عاما الماضية حقا خذلت العراقيين، هنالك من اجتهد وعمل ووفى ولكن هؤلاء لايعدون على عدد أصابع اليد وتأثيرهم في المشهد الذي يخدم المواطن يَكاد يكون صفرا على الشمال.
ومما تقدم فالحال هو الحال في كل انتخابات والسبب الأول والأخير ضعف ثقة المواطن بالمؤسسات السياسية بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة، وكذلك النفوذ الحزبي على سير العملية الانتخابية. كما تشكّل نسب المشاركة المنخفضة في بعض الدورات الأخيرة وكما هو متوقع في انتخابات 11 تشرين الثاني المقبلة نظرا للتحشيد الكبير على المقاطعة التي تبناها التيار الصدري المعروف بجماهيره الكبيرة في الشارع السياسي العراقي وهو مؤشر على تراجع الأمل لدى فئات واسعة من الشباب في إمكانية التغيير عبر صناديق الاقتراع.
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة