قراءة في اداء منتخبنا الوطني امام اندونيسيا

الحرير/

بقلم/ محمد حنون/نائب نقيب الصحفيين العراقيين

اولا”..الشوط الأول:
تميز بالارتباك التكتيكي وغياب الانسجام بين خطوط الفريق الثلاثة.
منطقة الوسط كانت الحلقة الأضعف فلم يتمكن اللاعبون من إيصال الكرات إلى الأمام أو السيطرة على الرتم.
تكدس الدفاع وضعف الأجنحة جعل المنتخب الإندونيسي يمتلك أفضلية ميدانية من حيث التنظيم والنقل العرضي للكرة.
المنتخب العراقي بدا بلا هوية هجومية واضحة مما جعل الشوط الأول دفاعيا”بحتا”مع قلة الفرص.

الشوط الثاني
بدأ بملامح تحول جذري في التنظيم والتفكير التكتيكي بعد التبديلات الناجحة التي أجراها المدرب.
دخول إقبال زيدان ويوسف الأمين غيّر من شكل اللعب تماما”حيث تم استعادة السيطرة على وسط الميدان وتحسن الربط بين الدفاع والهجوم.
زيدان إقبال تحديدا” قدم دور القائد الميداني بتحركاته الذكية واستحواذه الهادئ وهو من صنع الفارق لاحقا”بهدف الفوز.
دخول علي جاسم ومهاجم بديل أعطى الفريق بعدا” هجوميا” مباشرا” وساهم في تنويع أساليب الضغط على الدفاع الإندونيسي.

ثانيا”..عناصر القوة التي قادت إلى الفوز
١- التبديلات الدقيقة في التوقيت والمضمون:
المدرب قرأ المباراة جيدا”وحدد مكامن الخلل وأدخل العناصر التي غيّرت الإيقاع زيدان يوسف علي جاسم.
٢-التحكم بالوسط في الشوط الثاني
بفضل زيدان ويوسف تحول الأداء من عشوائية إلى بناء منظم للهجمات عبر التمرير القصير والتحرك الذكي.
٣-الهدوء التكتيكي والواقعية
الفريق لم يندفع بشكل غير محسوب بعد الهدف بل حافظ على توازنه الدفاعي والضغط المنضبط مما منع إندونيسيا من العودة.
٤-التحول الذهني والشخصية الميدانية:
ظهر المنتخب العراقي بشخصية قوية بعد الشوط الأول، فاستعاد الثقة تدريجيا”وكان هدف زيدان تتويجا” للإصرار والروح القتالية.
٥-الانضباط الدفاعي بعد التعديل
تقارب الخطوط وتراجع الأخطاء الفردية منح الحارس والدفاع راحة أكبر في التعامل مع الكرات العرضية.

ثالثا” ..دور المدرب
المدرب أثبت قدرة عالية في قراءة المباراة أثناء اللعب لا قبلها فقط
استخدم التحليل اللحظي للأداء لتغيير مجريات اللقاء فحول الفريق من حالة سلبية إلى منظومة متماسكة هجوميا” ودفاعيا”.
حافظ على الواقعية في التبديلات دون المجازفة المفرطة واستثمر مهارات اللاعبين الشباب بالشكل الأمثل.
أبرز ما يحسب له أنه أعاد التوازن النفسي للفريق بعد شوط أول صعب وهو جانب حاسم في المباريات المتوترة.

رابعا..كيف تجاوز المنتخب أخطاءه
١- عبر تصحيح تمركز الوسط وإعطاء الحرية لصانع الألعاب في تدوير الكرة.
٢-التحرك الجماعي بدل الفردي ما ساعد على خلق مساحات في عمق دفاع إندونيسيا.
٣-التوازن بين الدفاع والهجوم بعد التبديلات وتجنب التكتل السلبي في منطقة الجزاء.
٤-التركيز الذهني العالي في الدقائق الأخيرة ما منع أي ارتباك بعد تسجيل الهدف.

خامسا”:
فوز المنتخب العراقي على إندونيسيا ماكان له ان يتحقق الا نتيجة تبديلات فنية دقيقة واستعادة التنظيم التكتيكي في الوسط وعودة الروح الجماعية للفريق.
الهدف الذي سجله زيدان إقبال لم يكن لحظة حظ بل تجسيد لانتقال الفريق من الفوضى إلى الانضباط.
المدرب نجح في قراءة خصمه وتجاوز الأخطاء بسرعة وقاد المنتخب إلى فوز مهم يعيد الثقة ويؤسس لثبات الأداء في المباريات المقبلة التي تتطلب ثبات وتنظيم جيد من اللحظة الاولى للمباراة لان الخصم مختلف من حيث الامكانات الفنية ووجوده بين جمهوره.

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

الرياضة .. مشروع ومشروعية !

الحرير/ بقلم/حسين الذكر كل فكرة او ظاهرة تكون جذابة في بداية عرضها للرأي العام وتعميمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *