القنطرة ٠٠٠ معبر وحكاية

الحرير/

بقلم/عبد اللطيف العطية
في منتصف السبعينات كنت صغيرا اذهب مع جدتي الى قرية الشرش التي كانت حينها غناء ببساتبن النخيل التي تتخللها انهر صغيرة منحدرة من شط العرب تشق هذه البساتين تسمى هذه الانهر(الشاخات ) تكون عليها معابر صغيرة صنعها الفلاحين مكونة مكونة من جذوع النخيل او غصون الأشجار لكي تكون معابر لرعاة الاغنام والمواشي وللفلاحين وحيواناتهم المحملة بالتمر بعد جنيه وقصاصة في موسم الصيف وقد لاتخلو قرية من قرى بلدنا الا وللقناطر فيهآ محفل وحكاية وما اكثر حكايات الكناطر وبحسب مايسميها الفلاحين من سكان القرى والارياف ان لكل كنطرة حديث وحكاية طريفة ترويها نساء القرية الكبيرات في السن وشيوخها، وبعض هذه الحكايات فيهآ دور للغول والذي يطلق عليه اصحاب هذه القرى(الطنطل )تروي احدى النساء الريفيات ان هناك رجلا يزرع البطبخ والرقي يذهب في الليل إلى مزرعته لغرض السقي من أحد الجداول القرية من مزرعته وكان الطريق يمر بمقبرة قديمة مندرسة وفي نهاية هذه المقبرة ذلك الجدول الذي يسقي منه الرجل مزرعته وعلى ذلك الجدول قنطرة وهذه القنطرة طويلة وضيقة فيقف ذلك الغول(الطنطل )على وسط هذه القنطرة ويحركها على ذلك الرجل صاحب المزرعة فيسقط الرجل في الجدول كل ليلة، الكناطر لها حديث فيه شوق وشجون وحنين الى القرية والريف الجميل وما اجمل تلك الكناطر والتي نصبت على على احد الأنهار الصغيرة في ابي الخصيب في جانبها شجرة رمان مثمرة وعلى جانبها الاخر صوابيط العنب المتدلي وأشجار التين ومن تحت هذه الكنطرة نهر يجري بماء عذب طافية فيه نباتات فيهآ ورود بيضاء مما يجعل ذلك المنظر البهي يضيء رونقا ويضفي على كل صاحب عشق لهذه القرية او تلك ان ايام صباه في تلك القرى ويسرد ذكرياته الجميلة والتي تظل عالقه في مخيلته ولا يمكن ان تزول من كوامنه واحاسيسه، قد يطول الحديث عن الكناطر وحكاياتها وكان لنا الحديث مع الفلاح ابو حسين من قرية العميرية من قرى ابي الخصيب ليحدثنا عن كيفية عمل ونصب الكناطر على الانهر والشاخات وكيفية وضعها على الانهر ،الكنطرة عبارة عن جذع نخلة كبيرة او شجرة نقوم بشق هذا الجذع بواسطة المنشار الى نصفين ونقوم بتنظيفه ثم بعد ذلك نضعه على النهر او الشاخة الصغيرة اذا كان النهر كبير نضع تحته جذع نخلة او جذعين واحيانا ثلاثة جذوع ونثبتها على النهر واذا كان النهر صغير ا كالشاخة نضع الجذع بدون ركائز تحته ونثبته على الجانبين بالطين لكي يتماسك وهناك كناطر من اغصان الاشجار الكبيرة وبنفس الطريقة التي ذكرتها لكم يوضع جذع الشجرة على النهر، للكناطر مسميات وبحسب اسم القرية او صاحب البستان ككنطرة حرب او كنطرة الحاج محمد او كنطرة الراضي وغيرها من المسميات في القرية ورغم التطور الحالي من عمل الجسور بواسطة الكونكريت والقوالب الاسمنتية الا انها بقيت في قرانا حيث تمثل تراثا اصيلا فيه ذكريات وحكايات اهلنا الذين سبقونا والذين لهم اليد الطولى في عمل هذه الكناطر اعبر الكنطرة واتذكر شاعرنا الكبير ابا سرحان عندما يقول(ا مشي واكول وصلت والكنطرة بعيدة )

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

غزل في ضوء القمر

الحرير/ بقلم/هادي جلو مرعيمن قال لك إني لاأجرؤ على إقتناص الفرص التي تمر مر السحاب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *