الهلال يصنع التاريخ ويكسر الهيبة الأوروبية في مونديال الأندية

الحرير/

الكاتبة : فرح عصام العبدالله

بعد أن ذهب الهلال إلى كأس العالم للأندية وحيدًا، دون دعم، أو صفقات لاعبين كبيرة على عكس باقي الأندية، ومع كثرة الإصابات، استطاع التأهل من دور المجموعات. وفي دور الـ16، واجه خصمًا صعبًا وهو مانشستر سيتي، الذي تبلغ قيمته السوقية مليار يورو ، ويضم لاعبين أساسيين واحتياطيين بمستوى عالٍ.

الهلال كان في وضعٍ صعب، خصوصًا مع إصابة نجم الفريق وقائده سالم الدوسري، وأيضًا إصابة المدافع حسان تمبكتي قبل ساعات فقط من المباراة.
لكن ذلك لم يكن عائقًا، فالهلال لا يتأثر بإصابة لاعب معيّن، ولا يتحجّج بالظروف.

استطاع الهلال مجاراة مانشستر سيتي لـ120 دقيقة، وتفوّق عليه بجدارة في مباراة تاريخية.

في الشوط الأول، تفوّق مانشستر سيتي ونجح في تسجيل الهدف الأول عن طريق البرتغالي برناردو سيلفا في الدقيقة التاسعة.
وحاول سيتي توسيع الفارق لضمان الفوز، لكن بطل الأمسية ياسين بونو تصدّى لأربع فرص محققة خلال هذا الشوط وحده، لينتهي بنتيجة 1-0 لمانشستر سيتي.

مع بداية الشوط الثاني، دخل الهلال بقوة، وبعد دقيقة واحدة فقط، تمكّن اللاعب ماركوس ليوناردو من تعديل النتيجة برأسية جميلة خدع بها حارس مانشستر سيتي.
وفي الدقيقة 52، أضاف مالكوم أوليفيرا الهدف الثاني للهلال بعد مجهود فردي بدأه من وسط الملعب، لينفرد بالحارس ويضع الكرة في الشباك، وتصبح النتيجة 2-1 لصالح الهلال.

لكن مانشستر سيتي لم يستسلم، وسجّل هدف التعادل من ركلة ركنية نفّذها برناردو سيلفا، استلمها هالاند ووضعها في شباك الهلال.

وفي الدقيقة 83، قام علي لاجامي بإنقاذ تاريخي لمرمى الهلال من هدفٍ محقق، لينتهي الوقت الأصلي بنتيجة 2-2.

مع بداية الشوط الإضافي الأول، تقدّم الهلال مجددًا عن طريق كوليبالي، الذي باغت الحارس برأسية رائعة سجّل بها الهدف الثالث.

وتمكن مانشستر سيتي من إدراك التعادل مرة أخرى في الدقيقة 104، عن طريق فيل فودين، بعد صناعة من ريان شرقي.

لكن، وكما هو معتاد، الهلال لا يعرف لاستسلام.

في الشوط الإضافي الثاني، وتحديدًا في الدقيقة 112، عاد الهلال وسجّل هدف الفوز عن طريق ماركوس ليوناردو، الذي تابع كرة ارتدت من الحارس إيدرسون، وأودعها في الشباك.

لتنتهي المباراة بفوز الهلال على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3، وتأهله إلى دور الثمانية.

وبهذا الفوز التاريخي، كتب الهلال اسمه بحروف من ذهب، كأول نادٍ آسيوي يتفوّق على نادٍ أوروبي في بطولة كأس العالم للأندية.
لم يكن مجرد انتصار في مباراة، بل كان لحظة فاصلة في تاريخ الكرة الآسيوية، ومثالًا حيًا على أن العزيمة والروح لا تُقاس بالقيمة المالية ولا بعدد الصفقات، بل بما يُقدَّم داخل المستطيل الأخضر.

بالنهاية الهلال ليس مجرد نادٍ، بل كيان يتجاوز التوقعات، ويصنع المجد رغم كل الظروف

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

قراءة في اداء منتخبنا الوطني امام اندونيسيا

الحرير/ بقلم/ محمد حنون/نائب نقيب الصحفيين العراقيين اولا”..الشوط الأول:تميز بالارتباك التكتيكي وغياب الانسجام بين خطوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *