الحرير/
بقلم: كمال فتاح حيدر
حين تشترك القوى المتنفذة في دعم التافهين، وتصر على اختيار الفاشلين لقيادة مؤسساتنا فانها تصبح متورطة في تحطيم هياكل التوصيف الوظيفي، وفي تشويه معايير التقييم الإداري العادل. .
وحين يعظمون شأن التافه ويستصغرون شأن الحصيف، تتدهور احوال الدولة ويدب فيها الضعف، وتدخل في مرحلة اللا دولة. .
لا يولد التافهون من العدم، ولا ينبعثون من الرماد، بل تصنعهم القوى المتنفذة، وتنفخ فيهم روح التعالي والتبطر لخدمة مصالحها الخاصة. .
حتى لو جاءت الانتخابات وزعم المتنفذون انهم في طريقهم إلى التغيير فإنهم يصرون على إبقاء التافهين في مواقعهم المتقدمة، ولن يتخلوا عنهم أبدا أبدا. .
لا ريب انهم يضحكون على عقولنا ويسخرون من مواقفنا الوطنية. ولا ريب انهم يعلمون بضحالة اولئك التافهين ويدركون فشلهم. لكنهم لن يفرطوا بهم. .
احيانا يغرقوننا في بحار الأوهام والخزعبلات في الوقت الذي يسحبون فيه البساط من تحت اقدامنا. .
اصبح التافهون رموزا وإعلاما في بلادنا. كل واحد منهم هو رأس رمح في حرب معلنة ضد الوعي. وكل مظهر من مظاهر التخلف هو صفعة مدوية على وجوهنا المبللة بالبؤس. وهكذا سوف تصبح الانهيارات هي النتيجة المحسومة في هذه الحرب غير العادلة. .
لا جدوى من الشكوى والاعتراض والانتقاد والتظاهر والتنديد والاحتجاج، حتى لو وقف المحتجون فوق جبال هملايا وصاحوا بأعلى اصواتهم وسمعتهم الشعوب كلها لن يغيروا شيئا من تضاريس خارطة الفشل. وسوف يبقى الحال على ما هو عليه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. .
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة