الحرير/
بقلم/سامي التميمي
وأنا أتابع بعض الأخبار والصور والفديوهات في كروباتنا الكثيرة أستوقفني فديو البنت الأمورة ، تكلمت في بداية حديثها بكل صدق وشفافية وبراءة الأطفال في عينيها ( ذكرت أنها تعاني من حفظ القصائد ) في المدرسة .
أن هذا الأسلوب في التعليم قديم جداً ، يحاكي وقريب جداً الى تعليم ( الملالي ، أو الشيوخ ، أو الأديرة والكنائس القديمة وبعض المعابد اليهودية وغيرها ) في حفظة القرآن الكريم والأنجيل والتوراة .
يجب أن نقف هنا كعائلة ومعلمين وكدوائر تربية وتعليم وكوزارات ، نفكر ونتحاور بأستمرار ، نسمع بعضنا ، وكل منا يقدم ورقة بحثه ، ماهو سبب تأخر التعليم ، ماهي الأسباب والعراقيل والمعوقات ، وأيضا ماهي الرؤى والخطط والبرامج والحلول والمقترحات ، ولابأس أن نستعين بتجارب الآخرين ، فالجميع أستعان من تجارب غيره وطورها .
فمثلا هناك مدارس هولندية وفرنسية وأنكليزية وألمانية وأمريكية ، على غرار الجامعات في معظم بلدان العالم المتقدم ، دخلت معظم دول أوروبا ، للأستفادة من الخبرة في طرق التعليم .
العالم تغير وتطور بسرعة مذهلة ، ولازال التعليم في العراق ومعظم الدول العربية يسير ببطئ ، وهذا بسبب أدارات التربية والتعليم قديمة وكلاسيكية وغير مستعدة للتطور . وكذلك ضعف الرقابة والمتابعة .
في العالم المتقدم ، كل الوزارات خاضعة لمجلس الخبراء والأستشاريين وهؤلاء معظمهم من ( خبراء في الأدارة والتنمية الأدارية ) يضعون الخطط والمناهج الأنية والمستقبلية لتطوير التربية والتعليم والبنايات وماتتضمنه من قاعات ووسائل وملاعب رياضية وفنية ومختبرية وحدائق وملاعب للأطفال ، ولعب للأطفال وقت الفرصة .
مايهمهم هو بناء الطالب وتربيته نفسيا وعلميا ورياضيا ً وعقلياً ، وأهمها أن يتدرب ويعتمد على نفسه في المستقبل وأن يحاول فك العقد وأن يجد الحلول .
ليس في قاموس تلك الدول ووزاراتها ومدارسها شئ أسمه ( الأهانة والتنمر والسب والشتم والتعدي باليد أو العصا من قبل المعلم ومدير المدرسة ) ، بل أعتماد أساليب وخطط حديثة وراقية لصناعة وتدريب وتعليم الطالب وتأهيله للمستقبل .
مثلا هناك حصص ودروس مناهج وقاعات لتعليم ( الطبخ كالحلويات والمعجنات وغيرها ، والخياطة والتطريز ، والنجارة ) وكذلك قاعات رياضية وفيها كل الأجهزة لتدريبهم وتعليمهم ، وكذلك مسبح لتعليمهم السباحة ) وهناك رحلات وسفرات علمية وترفيهية .
هل تعلمون بأن معظم الطلبة يعشقون المدرسة ، ولاتجد طالب يغيب من المدرسة إلا بسبب المرض .
علينا أن نثقف ونكتب بأستمرار ونتحاور مع المسؤولين في الدولة حول أهمية التحول الى التربية والتعليم الحديث وأن نغادر الوسائل القديمة في التربية والتعليم لأنها ساهمت بشكل كبير في كره المدرسة والدراسة والمعلم .
الموضوع ليس صعباً بل يحتاج للمبادرة والدراسة ووضع الخطط والبرامج والعمل بروح الفريق الواحد .
اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، وجدت أن أساليب التربية والتعليم القديمة كانت لاتصلح وقد آخرت البلاد كثيراً ، فكانت أولى أهتماماتهم أن تضع قواتين تهتم بتربية الأجيال الحديثة نحو فكر ونظام متقدم وأحترام الأخرين وحرياتهم وأفكارهم ومبادئهم وعقائدهم و أهم شئ النظام والقانون والعدالة والعلم والتطور ، وقالوا ولنبدأ من رياض الأطفال ، حتى نصل للجامعات ، البعض منهم قال هذا أمر عقيم وصعب ، و لكن الآخرين أصروا ، وبالفعل بمرور الزمن اليابان حصدت النتائج . وكان التطور المذهل والسريع أبهر العالم .
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة