الحرير/
بقلم/سوخروب بونوروف
في قلب سمرقند، الجوهرة التاريخية لأوزبكستان التي شهدت حضارات عظيمة عبر آلاف السنين، ينبض اليوم نبض جديد من الإبداع والازدهار. تخيل ريفييرا آسيوية تجمع بين سحر التراث الإسلامي العريق وحدائق مائية لامعة، شارع طعام يغلي بالنكهات على مدار 24 ساعة، وحوض أسماك يعج بالحياة البحرية. هذا ليس حلماً، بل واقع يتشكل الآن من خلال مشروع “Suv bag’rida” السياحي الضخم، الذي يعد بإعادة صياغة هوية المدينة وجذب ملايين الزوار من العالم العربي والخليجي، محولاً سمرقند إلى وجهة عالمية لا تُقاوم.
حيث أقيم في مدينة سمرقند عرض تقديمي مثير لمشروع بناء المجمع السياحي الضخم “Suv bag’rida”، المعروف باسم “ريفييرا سمرقند”، بحضور القائم بأعمال حاكم المنطقة، أديزا بوبوييف، والمسؤولين المعنيين من الجهات الحكومية والخاصة. وفقاً للخدمة الصحفية الرسمية لحاكمية سمرقند، يُعد هذا المشروع واحداً من أبرز المعالم السياحية المرتقبة في المنطقة، حيث سيحتوي على شارع تذوق طعام يعمل على مدار الساعة، حديقة مائية حديثة، حوض أسماك ضخم، مساحات خضراء واسعة، ومناطق لعب مخصصة للأطفال، إلى جانب مرافق ترفيهية وترفيهية متنوعة تجمع بين التراث والحداثة.
وخلال العرض، شدد أديزا بوبوييف على أهمية توسيع نطاق الخدمات السياحية في سمرقند، مشدداً على ضرورة خلق فرص عمل جديدة في هذه الصناعة الحيوية. وقال بوبوييف: “يُمثل هذا المشروع تأثيراً اجتماعياً واقتصادياً عميقاً، حيث سيعزز التنمية المستدامة ويفتح آفاقاً للشباب والمجتمعات المحلية”. ويأتي ذلك في سياق جهود أوزبكستان المكثفة لتعزيز السياحة، خاصة مع الترويج النشط لمقوماتها في أسواق الخليج، كما شهد منتدى الدوحة الأخير الذي ركز على ربط سمرقند بمسارات جوية جديدة من قطر.
بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن مفهوم رمزي لتصميم مدينة سمرقند، يهدف إلى بناء نمط معماري وبصري موحد يعكس هوية المدينة التاريخية. ومن المتوقع أن يصبح هذا المفهوم عنصراً أساسياً في استراتيجيات التسويق السياحي، مما يساهم في زيادة التدفق السياحي بنسبة ملحوظة وجذب الاستثمارات الأجنبية. ويُقدر الخبراء أن تنفيذ هذه المبادرات سيرفع من مكانة سمرقند كمركز سياحي رائد في أوزبكستان، مستفيداً من تراثها الغني مثل ميدان ريجستان وضريح شاه زندا، ليصبح المجمع الجديد نقطة جذب إقليمية وعالمية.
ومع تزايد الاهتمام الدولي بالسياحة في أوزبكستان – التي شهدت نمواً في عدد الزوار من الشرق الأوسط بنسبة 25% خلال العام الماضي – يُتوقع أن يساهم “Suv bag’rida” في خلق آلاف الوظائف وتعزيز الاقتصاد المحلي، محولاً المدينة إلى رمز للتوازن بين التاريخ والحداثة. وستستمر الجهود لإطلاق مراحل البناء قريباً، مع دعوة المستثمرين للمشاركة في هذه الفرصة الذهبية.