النظام التجاري متعدد الأطراف وفرص جديدة لأوزبكستان ضمن منظمة شنغهاي للتعاون

الحرير/

اوزبكستان/سوخروب بونوروف

في القرن الحادي والعشرين، أصبحت الاقتصادات العالمية تشهد تحولات عميقة. لم تعد النماذج التجارية التقليدية تضمن نموًا مستدامًا، بينما تتحول سلاسل القيمة العالمية نحو مراكز قوة جديدة. في ظل الاضطرابات العالمية، تتجه الدول بشكل متزايد إلى أطر التعاون الإقليمي التي لا تأخذ في الاعتبار مصالح الجيران فحسب، بل تخلق أيضًا آليات حماية جماعية ضد الصدمات الخارجية.

في هذا السياق، تتطور منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) تدريجيًا من تحالف يركز على السياسة والأمن إلى منصة لبناء علاقات اقتصادية مستدامة. يمثل اعتماد “خارطة الطريق لتطوير التجارة متعددة الأطراف ضمن منظمة شنغهاي” في عام 2024 نقطة تحول في تشكيل نهج جديد للتكامل.

تحتل أوزبكستان مكانة خاصة في هذه العملية، حيث لا تعمل فقط على بناء قدراتها الصناعية، بل أصبحت أيضًا مركزًا حيوي Ascending مركزًا للنقل واللوجستيات بين الشرق والغرب.

خارطة الطريق لمنظمة شنغهاي: مرحلة جديدة من التكامل
في يوليو 2024، خلال قمة أستانا، وافق رؤساء دول منظمة شنغهاي على وثيقة شاملة تهدف إلى تطوير التجارة متعددة الأطراف. تشمل الأولويات الرئيسية في خارطة الطريق:

  • رقمنة إجراءات التجارة وإدخال منصات إلكترونية؛
  • توسيع التسويات بالعملات الوطنية؛
  • وضع قواعد مشتركة للتصديق والتسويق؛
  • دعم المعارض والمعارض التجارية؛
  • إنشاء آليات للتأمين وتمويل الأنشطة الاقتصادية الخارجية.
    تهدف هذه الخطوات إلى تعميق التعاون الإقليمي وحماية اقتصادات منظمة شنغهاي من الصدمات الخارجية مثل الحروب التجارية وتقلبات السوق العالمية. بالنسبة لأوزبكستان، التي تسعى بنشاط لتنويع صادراتها والدخول إلى أسواق جديدة، تفتح خارطة الطريق فرصًا إضافية.

أوزبكستان في النظام التجاري الإقليمي
تشهد الأنشطة التجارية الخارجية لأوزبكستان نموًا مطردًا. في عام 2024، تجاوز حجم التجارة 65 مليار دولار، بزيادة تزيد عن 20% مقارنة بعام 2023. بلغت الصادرات 23.8 مليار دولار (+15%)، بينما بلغت الواردات 41.2 مليار دولار (+23%). تعكس هذه الاتجاهات زيادة احتياجات السوق المحلية وارتفاع حصة السلع الصناعية في الصادرات. تتحول أوزبكستان تدريجيًا من الاعتماد على المواد الخام إلى اقتصاد صناعي متطور.

ديناميكيات التجارة مع دول منظمة شنغهاي
يشغل التعاون مع أعضاء منظمة شنغهاي مكانة مركزية في السياسة الاقتصادية الخارجية لأوزبكستان، حيث يمثل أكثر من 60% من إجمالي حجم التجارة في عام 2024. يعكس الاتجاه العام نموًا مستدامًا وتنويعًا في الجغرافيا وهيكل المنتجات.

  • الصين: أكبر شريك تجاري، حيث بلغ حجم التجارة 14.2 مليار دولار (+25%). شملت الصادرات إلى الصين المنسوجات والنحاس واليورانيوم والمنتجات الزراعية (3.6 مليار دولار)، بينما شملت الواردات الآلات والمعدات والإلكترونيات (10.6 مليار دولار).
  • روسيا: شريك رئيسي آخر، حيث بلغ حجم التجارة 11.5 مليار دولار (+20%). شملت الصادرات المنتجات الزراعية والمنسوجات والكيماويات، بينما شملت الواردات النفط والغاز والمنتجات المعدنية والسيارات.
  • الهند: شهدت نموًا تجاريًا بنسبة 28.8%، بإجمالي 980.3 مليون دولار. بلغت الصادرات 126 مليون دولار (+13%)، بقيادة المنتجات الكيماوية (55.4%)، والخدمات (32.8%)، والمعادن غير الحديدية (2.6%)، والشيلاك (1.8%)، والمعدات الكهربائية (1.2%). بلغت الواردات 853.5 مليون دولار (+31%).
  • باكستان: بلغت حوالي 400 مليون دولار (+30%)، مع تصدير المنسوجات والمنتجات الزراعية والأدوية، واستيراد الأدوية والبلاستيك والورق.
  • كازاخستان: تجاوزت 5 مليارات دولار (+18%)، مدعومة بتعاون متزايد في المعادن والكيماويات والنقل.
  • قيرغيزستان وطاجيكستان: تجاوزت التجارة المجمعة 2.5 مليار دولار (+15%)، مما يعكس تعميق التكامل الإقليمي.
    تظهر هذه الأرقام بوضوح أن منظمة شنغهاي ليست مجرد منصة دبلوماسية بالنسبة لأوزبكستان، بل سوق سريع النمو يخلق فرصًا لتوسيع الصادرات وتدفقات الاستثمار والتعاون الصناعي. اتجاهات جديدة: الرقمنة واللوجستيات والاستثمار
    تلعب التقنيات الرقمية دورًا متزايد الأهمية في التجارة العالمية. طورت أوزبكستان منصات إلكترونية لتبسيط إجراءات التصدير، حيث أطلقت في 2024 نظام “E-Export”، الذي يتيح للشركات إكمال الوثائق عن بُعد والوصول إلى منصات التجارة الدولية.
    تظل اللوجستيات عنصرًا حاسمًا. يخلق توسيع ممر سكة حديد الصين-قيرغيزستان-أوزبكستان والمشاركة في مسار النقل الدولي عبر بحر قزوين فرصًا جديدة للنقل. حاليًا، تمر أكثر من 10% من تدفقات الشحن في آسيا الوسطى عبر أوزبكستان.
    يستمر الاستثمار في تعزيز القدرة الصناعية للبلاد. في عام 2024، جذبت أوزبكستان أكثر من 11 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، جزء كبير منها جاء من مشاريع مشتركة مع الصين وروسيا ودول الخليج. التوقعات والتنبؤات
    يُتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الخارجية لأوزبكستان 100 مليار دولار بحلول عام 2030، مع وصول الصادرات إلى 40 مليار دولار، ومن المتوقع أن تكون أكثر من 65% من التجارة مع دول منظمة شنغهاي.
    تشمل الاتجاهات الواعدة:
  • تعميق التعاون الصناعي في الآلات والأدوية والكيماويات؛
  • تطوير الطاقة الخضراء وتوسيع صادرات الطاقة المتجددة؛
  • زيادة صادرات الأغذية إلى الهند والصين والشرق الأوسط؛
  • تعزيز دور أوزبكستان كمركز إقليمي للنقل واللوجستيات.
    الخلاصة
    يصبح النظام التجاري متعدد الأطراف ضمن منظمة شنغهاي أداة رئيسية للتكيف مع الواقع العالمي الجديد. لم تحدد خارطة الطريق أولويات مشتركة فحسب، بل أسست أيضًا إطارًا عمليًا للتعاون.
    بالنسبة لأوزبكستان، تعني المشاركة في هذه العمليات فرصة للتحول من مجرد حلقة وصل إلى مركز صناعي وتجاري متكامل في آسيا الوسطى. يؤكد نمو التجارة وتنويع الصادرات وتدفقات الاستثمار النشطة أن البلاد تتكامل بثقة في الاقتصاد العالمي وفقًا لمبادئ جديدة – من خلال الشراكة المتساوية، والرقمنة، والانفتاح.
    لهذا السبب، يرتبط مستقبل أوزبكستان – والمنطقة بأكملها – بشكل متزايد بمنظمة شنغهاي، حيث يتطور النظام التجاري متعدد الأطراف إلى محرك حقيقي للنمو.

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

رؤية طموحة لشراكة مستدامة خطاب الرئيس شوكت ميرضيائيف في القمة الثانية لآسيا الوسطى وروسيا

الحرير/ في إطار القمة الثانية بين آسيا الوسطى وروسيا، ألقى الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف خطابًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *