أخبار عاجلة

البصرة.. مدينة سياحية مائية واعدة

الحرير/
بقلم/عامر جاسم العيداني
تمتلك البصرة مقومات سياحية فريدة، خصوصاً مع وجود شبكة من الأنهار والبحيرات التي يمكن تحويلها إلى نقاط جذب سياحي واقتصادي ، ويتم ذلك عبر إنشاء مدن سياحية مائية متكاملة تضم أماكن للترفيه العائلي وألعاباً مائية مصممة بعناية، وهذا الأمر ليس مجرد حلم بل مشروع قابل للتحقيق يمكن أن يغير وجه المحافظة ويضعها على خارطة السياحة الإقليمية.
تشتهر البصرة بطبيعتها الخلابة حيث شط العرب والأنهار المتفرعة منه، لكن هذه الثروة المائية لم تستثمر بعد بالشكل الأمثل وإن تحويل هذه المساحات إلى مدن ترفيهية سياحية لن يسهم فقط في تخفيف الضغوط النفسية على السكان المحليين بل سيكون عامل جذب للسياح العراقيين والعرب وحتى الأجانب. ففي ظل توفر المناخ الدافئ معظم أيام السنة، يمكن لهذه المشاريع أن تعمل على مدار العام، مما يضمن عوائد مالية مستمرة.
إنّ انشاء مراسٍ للزوارق السياحية سوف تنقل الزائرين في شط العرب وتجعلهم يعيشون في عالم الخيال حيث النخيل والمعالم القديمة ، وكذلك يتطلب الأمر انشاء مراسٍ للقطاع الخاص لزوارق المواطنين للتنزه وصيد الاسماك والسياحة العائلية .
إنّ تأسيس نادٍ للزوارق مهم جداً إذ يتولى مهمة اقامة مسابقات سنوية اقليمية او دولية (سباق الزوارق) التي تستخدم المجاذيف ، وهذا المشروع سوف يسهم بجذب السائحين من الداخل والخارج ويشكل دعماً آخرَ لتطوير المدينة سياحيا واقتصاديا حيث يوفر وظائف كبيرة للعاطلين عن العمل ، بالإضافة الى كونه وسيلة ترفيهية .
كما يمكن استغلال الانهر في السياحة بعد اعادة استصلاحها والسماح باستخدام الزوارق للنقل والتنزه لتكون بندقية الشرق مزاراً سياحياً ، وممكن انشاء سواحل اصطناعية على شط العرب تشمل الحدائق وبعض ألعاب الاطفال ومضمار لممارسة رياضة المشي والركض والسباحة .
توفّر انشاء المدن السياحية المائية فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، من تشغيل الأيدي العاملة في الإنشاءات والصيانة، إلى دعم قطاعات مثل النقل والمطاعم والفنادق. كما توفر مثل هذه الأماكن متنفساً للأسر والأطفال، مما يساعد في التخفيف من حدة الضغوط اليومية ويزيد من تماسك المجتمع.
يمكن للبصرة أن تتحول إلى وجهة سياحية تنافس مدناً عربية أخرى، مما يعزز صورة العراق كبلد آمن وجاذب للاستثمار ، وسوف تكون جاذبة لمواطني دول الخليج التي تفتقر للطبيعة ولقربها من البصرة .
نناشد الحكومة المحلية في البصرة والجهات المعنية أن تفكر جدياً في هذا المشروع الطموح، ودراسته بجدوى اقتصادية وسريعة. كما نطالب بالشراكة مع القطاع الخاص والمستثمرين لتنفيذ هذه الرؤية السياحية، والتي لن تكون مجرد مشروع ترفيهي، بل استثماراً حقيقياً في مستقبل المحافظة ورفاهية أهلها.
البصرة تستحق أكثر من أن تكون مدينة عابرة للزائرين، بل يجب أن تكون وجهة سياحية بامتياز. فلنعمل معاً لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة!

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

حل الظلام حين غادر الصباح

الحرير/ بقلم/فراس الغضبان الحمداني قبل وفاته بأيام قليلة كنت وصديق عزيز وعند المغرب في منزل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *