الحرير/
بقلم/هناء الحسيني
بعد أكثر من عشرين عاما على التغيير الكبير في بنية السياسة العراقية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى في العراق وعى مستوى الاقليم المجاور يمكن القول ان العملية السياسية في البلاد ورغم التعثر الذي واجهها في مراحل نشأتها الاولى والصراع المحموم والمنافسة والتدخلات الخارجية والاعمال الارهابية والانقسام العرقي والمذهبي والتاخر في حسم ملفات عدة ضاغطة فانها افرزت الكثير من عوامل النجاح في اطار تشكيل حكم رشيد وناضج وكانت هناك اشارات مهمة على تطور واضح في بنية المؤسسات التشريعية والتنفيذية فبرغم كل المصاعب تلك لكن مجلس النواب بدوراته المختلفة تمكن من تشريع قوانين مهمة في مجالات مختلفة اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلى مستوى العلاقات الخارجية والاتفاقيات الدولية في التجارة والمياه والتحويلات المالية وعمل البنوك والشركات والاستثمار وكذلك عملت الحكومات المتعاقبة على توفير الفرص للعمل وتمكنت من تعيين الملايين من المواطنين وزادت الرواتب والتحفيزات ومنحت القروض وقطع الاراض ومع استمرار المنافسة السياسية وتقادم الاجيال فقد برزت شخصيات خلال السنوات الاخيرة يمكن القول انها تمثل جيلا سياسيا صاعدا يمكن الاعتماد عليه في بناء دولة المؤسسات وترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات والتداول السلمي للسلطة.
يعد الاستاذ محسن المندلاوي رئيس البرلمان الحالي واحدا من ألمع الأسماء التي بزغت الى العلن وكان له دور رائد ومتقدم وجامع ساهم الى حد بعيد في تأكيد الإستقلالية والانفصال عن التصورات الطائفية والقومية لقيادة الدولة والحكم والعمل المؤسساتي وتأكيد هوية الدولة الجامعة، وليست الدولة المبنية على أساس الإنقسام المتعدد والمنافسة غير السليمة والعمل على توفير الفرصة للمواطنين أن يعبروا عن ثقافتهم الجامعة وإنسانيتهم وعدم الإنجرار نحو الصراع وتكريس الهويات الفرعية التي تقوض الوحدة ومفاهيم الشراكة وكان السيد المندلاوي حريصا خلال توليه رئاسة البرلمان في دورته الحالية على تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية في حال التنازع والخلاف، ودفع المؤسسة التشريعية لتكون قادرة على أداء مهامها كما ينبغي وكما يجب وعدم التفريط بالفرص المتاحة للمجلس ليكسب ثقة الجمهور ويعمل مع مختلف المكونات السياسية في اطار من الشراكة والتفاهم العالي لصياغة القوانين المهمة وتذليل المصاعب وتحجيم الخلافات والسعي نحو الأهداف العليا في بناء الدولة ومؤسساتها وتقديم المواطن بوصفه الهدف والغاية من العمل السياسي والادارة وتقديم الخدمات له وعلى كافة الصعد.
السيد محسن المندلاوي قائد لجيل سياسي جديد يفهم ماعليه ويعرف الطريق الى المستقبل جيدا ويدرك حجم وخطورة المهمة الملقاة على عاتقه في سبيل بناء الدولة وتحقيق تطلعات الشعب بمكوناته كافة دون تمييز وعلى اساس المواطنة الحقة التي هي العنوان الكبير الذي يجمع العراقيين ويوفر لهم ضمانات العيش الكريم والآمن وهذا الجيل يمتلك من الوعي والقدرة ماسيمكنه من فعل الكثير الذي ينتظره الناس ويتطلعون إليه.