الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي
أقدم التعازي القلبية والمواساة الحارة للمسلمين جميعا بمصابنا بشهادة السيد نصر الله…
إننا نعرف أن الطريق الذي سلكه الشهيد نصر الله لم يكن معبداً بالرياحين، وإنما هو طريق ذات الشوكة .
لقد قضى عمره في الجد والجهاد منذ كان فتى في حركة أمل، ثم التحق بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة ١٩٨٢م في صفوف المقاومة الناشئة في حزب الله.
لقد صقلته تجارب الحياة واستحلب منها أخلاف الليالي والأيام فتركز العلم والحلم في عقله وصدره وتصالح مع حيويته الشخصية، ونشاطه الكبير .
لقد كانت له همومه الكبيرة في العمل والتربية والتبليغ، ولما استشهد السيد عباس الموسوي سنة١٩٩٢م توجهت الأنظار إلى ذلك الشاب القوي الأمين فأختير من قبل الشورى المركزية ليكون أمينا عاماً للحزب .
إنّ السيد الشهيد نصر الله قد أخذ من جده أمير المؤمنين أنسه بالموت، وأخذ منه الشجاعة، وتلك الحكمة التي تجري من قلبه على لسانه حيث كان له عناية ودقة في اختيار الألفاظ المناسبة التي ينعقد الكلام بتمام ظهورها.
لقد قدم السيد الشهيد نصر الله نموذجاً يحتذى به في تقارن وتناسق الأقوال مع الأفعال؛ وتأثر به الناس في داخل لبنان وخارجها، فتجاوز بشخصيته الزمان والمكان، وامتدت آثاره وتأثيره إلى الزمن القادم، لتتغنى بشخصيته الأجيال الصاعدة والقادمة . إنه الود الذي جعله الله في قلوب الناس لسيد المقاومة بعد أن زرع العمل الصالح في عرصة الحياة، إنّها المواقف الأصيلة التي قبلها الله منه فرفعه في الناس، وختم له بالفوز بعد ان اتخذه الله شهيداً . فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.