الليثيوم : الاستثمار الذهبي

الحرير/

بقلم / المهندس الإستشاري
زكي الساعدي

في عالم متسارع نحو مستقبل مستدام ينادي به علماء الطاقة والاقتصاد. يبرز الليثيوم كأحد أهم المعادن التي تقود الثورة الصناعية الجديدة الاليكتروكهربائية وليس الليثيوم مجرد معدن نادر في باطن الأرض، بل هو حجر الأساس في إنتاج البطاريات المستخدمة في كل شيء، من السيارات الكهربائية إلى الأجهزة الإلكترونية التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية.

ويتبادر اليوم سؤال غالبا ما يطرح بالمؤتمرات هل ام أن الطلب العالمي على الليثيوم سيرتفع ويحلق بأعلى مدياته ليكون الاستثمار الذهبي ؟ ام هل نحن أمام فقاعة؟

الليثيوم أصبح معدنًا إستراتيجيًا لا غنى عنه مع ازدياد التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة في ظل الدعوات المتزاحمة والمتوالية للابتعاد عن الوقود الأحفوري لان اغلب الدول التي يتضرر اقتصادها من شراء الوقود الأحفوري جعلت الشعارات والتوجهات والبحوث باتجاه الelectro fuel

وحتى شركات السيارات العملاقة مثلا تسلا وجنرال موتورز ودخلت الشركات الصينية مثل BYD وبدأت تتنافس على طلب كميات هائلة من الليثيوم لتلبية احتياجاتها من البطاريات، ما يرفع الطلب بشكل غير مسبوق. هذه الشركات لم تعد مجرد مصنعين للسيارات، بل جزء من الحلول البيئية التي تسعى للحد من الانبعاثات الكربونية كما يزعم النظام العالمي بظل القيادة الاوربية والأمريكية لجميع مؤتمرات المناخ للحد الانبعاثات الكاربونية .

وبدا إلى جانب السيارات الكهربائية أصبحت ايضا شبكات الطاقة المتجددة تعتمد هي الأخرى على الليثيوم لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يضاعف الضغط على السوق. لكن يبقى السؤال: هل هذا الطلب سيستمر؟ أم أننا أمام فقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة؟

كيف يمكنك أن تكون جزءاً من هذه الثورة؟ او كيف يمكن للحكومات ان تكون جزءا من هذة الثورة الاستثمارية

لا تحتاج إلى أن تكون مستثمرًا عالميًا للدخول في هذا السوق. هناك عدة طرق للاستثمار في الليثيوم:

شراء أسهم في شركات التعدين مثل Albemarle وSQM، اللتين تعدان من أكبر اللاعبين في سوق الليثيوم.

  • صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs): مثل Global X Lithium & Battery Tech ETF، وهو صندوق يتعقب أداء شركات متخصصة في هذا القطاع.
  • العقود المستقبلية للسلع: الليثيوم كسلعة يمكن تداوله كأي معدن آخر، وهو ما يفتح أبواب الاستثمار بشكل أوسع.
    ويمكن للحكومة ايضا شراء المصانع التي يمكنها تصنيع الليثيوم او على الاقل تجميع بطاريات الليثيوم وما يدخل في صناعتها ليكون انتاجا وطني ..

ولكن هل الاستثمار في الليثيوم خالٍ من المخاطر؟

كما هو الحال في أي استثمار، لا يخلو الاستثمار في الليثيوم من التحديات. أولاً، أسعار الليثيوم متقلبة وتعتمد بشكل كبير على التغيرات في العرض والطلب العالمي. ثانيًا، عمليات التعدين نفسها قد تثير قضايا بيئية، إذ أن استخراج الليثيوم يتطلب استهلاكًا كبيرًا للمياه، ما قد يزيد من الضغوط على الشركات لاعتماد ممارسات أكثر استدامة.

السؤال الأهم هنا :هل المستقبل للسيارات الكهربائية والبطاريات؟

نعم أقولها وبالضرس القاطع في نهاية المطاف سيكون المستقبل للسيارات الكهربائية والطاقةً النظيفة وسيعتمد نجاح الاستثمار في الليثيوم على التحولات الكبرى في تكنولوجيا الطاقة. مع توقعات باستمرار نمو الطلب على السيارات الكهربائية وخصوصا بعد أن انخفضت اسعارها. وبدأت في متناول الجميع وتوسع شبكات الطاقة المتجددة، يبدو أن الليثيوم سيظل معدن المستقبل. لكن يتعين على المستثمرين التحلي بالرؤية المستقبلية للاستثمار الآمن .

وفي الختام أن الاقتصاد الريعي الذي هو سمة للاقتصاد الوطني احادي المورد المعتمد على الصادرات النفطية في خطر كبير أمام القفزات التكنولوجية فالليثيوم والهيدروجين والريح والطاقة الشمسية والأمواج والطاقة الحرارية كلها ستحاول جاهدة لخفض سعر البترول وابتكار صناعات لا تستخدم الوقود التقليدي لذلك على الحكومة وضع خطط مستقبلية للتحول العالمي نحو اقتصاد متعدد الموارد عبر مشاريع تنمية مستدامة

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

السوداني يستقبل رئيس رابطة المصارف الخاصة وعدداً من مديري المصارف

الحرير/ استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، رئيس رابطة المصارف الخاصة، بحضور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *