الحرير/
بقلم: كمال فتاح حيدر
ظهرت الانفعالات واضحة جلية هذه الأيام في تصريحات معظم الساسة. .
جلس احدهم في مؤتمره المسائي المصغر وسط مجموعة من المدعويين. يحدثهم بكلمات منمّقة مزوّقة عن إصراره على الفوز بأعلى المقاعد في الانتخابات القادمة، فصفق المدعوون بحماس، وكادوا يهتفون باسمه على طريقة الافلام المصرية القديمة. ثم توجهوا معه لتناول العشاء الدسم في صالة مجاورة مزدحمة بما لذ وطاب. .
وفي اليوم التالي جلس خصمه في مكان آخر مع المجموعة نفسها، فقرأ عليهم ما تيسر من تنبؤاته في الفوز بالانتخابات القادمة. ثم توجه معهم لتناول العشاء في صالة قريبة تعج بالصحون والأطباق. وهكذا تتوالى الخطابات، وتستمر الولائم والعزائم الدسمة بلا توقف. .
قال احد الزعماء: (لابد ان نفوز لأننا الأفضل والأقوى، ولأننا الأكثر استحقاقاً من منافسينا). .
معظمهم يرون ان خوض الانتخابات القادمة يستدعي عقد الاجتماعات في الغرف المغلقة، من دون ان يقرروا ولو مرة واحدة القيام بجولات ميدانية للوقوف على احتياجات القرى البعيدة، ومن دون ان يقرروا إصلاح إخفاقاتهم المتكررة وتحسين علاقاتهم بالناس. .
سوف تشهد الحلبة الانتخابية ظهور بعض الكيانات المتعطشة للفوز، ثم ان التحالفات الجديدة التي خرجت من رحم المحافظات البعيدة توسعت قواعدها الجماهيرية الآن، بعد ان سجلت حضورا مشهودا في الانتخابات المحلية، وهؤلاء يعدون العدة للخروج بحصة مرضية في الجولات القادمة. .
والشيء بالشيء يذكر ان الكيانات السياسية التي تصدرت الموقف للمدة من 2005 إلى 2019 هي التي تخلت عن عناصرها الفاعلة، وهي التي استغنت عن رجالها. وهي التي فرطت بهم، وأساءت إلى بعضهم على الرغم من ان اولئك الرجال لديهم قواعد جماهيرية واسعة وكبيرة. .
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة