دول آسيا الوسطى تتحد من أجل التنمية المستدامة

الحرير/

في السنوات الأخيرة، كثفت أوزبكستان تعاونها مع دول آسيا الوسطى بشكل ملحوظ في مجالات حماية البيئة، وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، ومكافحة تغير المناخ. وقد مهدت البرامج المشتركة، والاتفاقيات الموقعة، والمبادرات متعددة الأطراف الطريق لإنشاء فضاء بيئي موحد في المنطقة — مبني على مبادئ الاستدامة والمسؤولية المشتركة تجاه الطبيعة.الشراكة مع كازاخستان: تعزيز التعاون العملييتمتع التعاون البيئي بين أوزبكستان وكازاخستان بتاريخ طويل ويتطور على أساس قانوني ومؤسسي متين. فقد مثلت الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون في مجال البيئة وحماية البيئة، التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، فصلًا جديدًا في التعاون الثنائي.آلية التنسيق الرئيسية هي المجموعة العاملة المشتركة الأوزبكية-الكازاخستانية لحماية البيئة وجودة المياه في حوض نهر سيرداريا. تجتمع المجموعة سنويًا، حيث تجري تبادل المعلومات ومراقبة مشتركة لحالة النهر لضمان الاستجابة السريعة للمخاطر البيئية. عُقد الاجتماع الأخير في ديسمبر 2024 عبر الإنترنت.أصبح حفظ التنوع البيولوجي مجالًا أولويًا للشراكة. في عام 2024، على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة (CMS COP14) في سمرقند، وقعت أوزبكستان وكازاخستان مذكرة تعاون بشأن حفظ الحياة البرية في هضبة أوستيورت، انضمت إليها تركمانستان لاحقًا. وفي مارس 2025، اعتمد الأطراف خارطة طريق عمل مشتركة للفترة 2025-2030.تساهم الزيارات المتبادلة المنتظمة والمشاركة الوزارية في المنتديات الإقليمية — مثل مؤتمر سمرقند للمناخ (أبريل 2025) ومعرض Eco Expo Central Asia في طشقند (يونيو 2025) — في تبادل أفضل الممارسات وتطوير التقنيات الخضراء.التعاون مع قيرغيزستان: التركيز على النظم البيئية الجبليةتغطي الشراكة مع جمهورية قيرغيزستان، القائمة على اتفاقية 1996، نطاقًا واسعًا من المجالات — من حفظ التنوع البيولوجي إلى التعليم البيئي وبناء القدرات.في يوليو 2024، وقع وزراء البيئة في البلدين مذكرة تفاهم لتوفير فرص منح دراسية للطلاب القيرغيز في جامعة آسيا الوسطى لدراسات البيئة وتغير المناخ (الجامعة الخضراء) في طشقند. تخدم الجامعة كمنصة إقليمية لتدريب المتخصصين الذين يجمعون بين الخبرة العلمية والخبرة العملية الإقليمية.عززت المبادرات المشتركة مثل المؤتمر الدولي «الحوار العالمي للجبال من أجل التنمية المستدامة» (بيشكيك، أبريل 2025) التعاون الإقليمي بشأن حفظ النظم البيئية الجبلية وموارد المياه.في سياق متعدد الأطراف، تشارك قيرغيزستان، إلى جانب أوزبكستان وكازاخستان، بنشاط في إدارة موقع التراث الطبيعي العالمي لليونسكو عبر الحدود «تيان شان الغربي» وفي تنفيذ مذكرة حفظ نمر الثلج ونظمه البيئية.التعاون مع طاجيكستان: الطبيعة بلا حدودتتطور العلاقات البيئية بين أوزبكستان وطاجيكستان بنشاط منذ توقيع مذكرة تفاهم في يونيو 2022. كان أحد الأولويات الرئيسية إنشاء مناطق طبيعية محمية عابرة للحدود، بما في ذلك مشروع محتمل في سهل نهر زارافشان.تمكن التبادلات الخبراء المنتظمة والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات كلا البلدين من تنسيق الجهود في حفظ الأنواع النادرة، وتعزيز السياحة البيئية، وتحسين أنظمة التقييم البيئي.يُولى اهتمام خاص للمبادرات المشتركة ضمن إطار صندوق إنقاذ بحر آرال الدولي (IFAS) ولجنة التنمية المستدامة الحكومية الدولية (ICSD). شارك وفد وزارة البيئة وحماية البيئة وتغير المناخ في جمهورية أوزبكستان في المؤتمر الدولي رفيع المستوى لحفظ الأنهار الجليدية في دوشانبي، مواصلًا مبادرة طاجيكستان لإعلان عام 2025 عامًا دوليًا لحفظ الأنهار الجليدية.التعاون مع تركمانستان: تعزيز الروابط عبر الحدوديقوم التعاون بين أوزبكستان وتركمانستان على اتفاقيات 2017 و2021 الرامية إلى حماية البيئة وحفظ التنوع البيولوجي. يشارك كلا البلدين بنشاط في المشاريع الدولية التي تعزز الاستخدام المستدام للأراضي وحفظ النظم البيئية ضمن حوض نهر أموداريا.كان إنجازًا بارزًا في التعاون إدراج الموقع الطبيعي عبر الحدود «صحاري توران المعتدلة» في قائمة التراث الطبيعي العالمي لليونسكو في سبتمبر 2023. كما تجري الاستعدادات لترشيح مشترك لمنطقة كوغيتانغ — التي تجمع بين محمية سورخان الطبيعية في أوزبكستان ومحمية كويتن داغ الطبيعية في تركمانستان.يلتقي وزراء البلدين بانتظام على المنصات الدولية، بما في ذلك منتدى سمرقند للمناخ ومؤتمر الأمم المتحدة للبلدان النامية غير الساحلية (أوازا، أغسطس 2025). في يونيو 2025، انتُخبت أوزبكستان رئيسًا لمبادرة الثدييات في آسيا الوسطى (CAMI)، مع تركمانستان كنائب رئيس.رؤية مشتركة وتضامن إقليمييمتد تعاون أوزبكستان مع دول آسيا الوسطى إلى ما هو أبعد من المشاريع الثنائية، ليشمل المشاركة المشتركة في المبادرات العالمية — من مذكرة حفظ الطيور الجارحة المهاجرة إلى تطوير مواقف إقليمية موحدة في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ.يعكس إنشاء جامعة آسيا الوسطى لدراسات البيئة والمناخ، وتطوير شبكة من المناطق المحمية عبر الحدود، والمشاركة في مشاريع المنظمات الدولية، طموح المنطقة المشترك لبناء «مستقبل أخضر» لآسيا الوسطى.

أنفار تورسونالييف،
أخصائي رئيسي في إدارة التعاون الدولي
والتصنيفات بوزارة البيئة،
حماية البيئة وتغير المناخ

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

السودان يوّجه نداءًا للمجتمع الدولي لوضع حد لمجازر “الدعم السريع”

الحرير/ روما/ وكالة نوفاشدّد القائم بأعمال السفارة السودانية في إيطاليا عماد الدين ميرغني عبد الحميد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *