الحرير/
بقلم/ د. كريم صويح عيادة
من مراحل وعلامات الدكتاتورية هو التكبر على الاخرين وقد يظهر بأشكال مختلفة حتى بالمزحة والدعابة، ولجنابكم بعض مما حدث في شرم الشيخ؛
لغة الجسد وحركات السيد ترامب واضحة وفاضحة على التكبر والتعالي، وكأنه يتقمص شخصية ابليس حينما قال لله؛ انا خير منه(ترامب بتصرفاته يقول للاخرين انا افضل منكم)، وكأنه الآمر الناهي والباقين مجرد ديكورات او كومبارس لعمل فني ما، حتى عندما يصافح الاخرين لا يكفيه سماعهم ما لا يحبون والتقليل من شأنهم، ولا احد منهم يرده(عنترياتهم على شعوبهم ومن هم دونهم بالوظيفة)، بل يستمر بمسك يد المقابل بقوة ولفترة قد تصل الى 30 ثانية بدلا من 7 ثواني المتعارف عليها، ليعطي اشارة ورمزية انه الاقوى او انه الذي يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا(لنشاهد مصافحته للرؤساء في شرم الشيخ،ومنهم ماكرون وكانه صراع ديكة او لعبة “لوي الاذرع” بدلا من مصافحة وسلام يليق بالقادة).
ما يقوم به الرئيس أوردوغان من سلوكيات مقصودة سياسيا والتي تدل على التكبر والتسلط واعطاء الاوامر وخاصة بالتنبيه إلى ضرورة الاقلاع عن التدخين مع مواطني بلاده وكانه الاب صاحب الخبرة وهم الشباب المراهق القاصرين او هو الوالي وهم الرعية، وقد فعلها أوردوغان مع وزير خارجية بلغاريا عام 2016.لكن هذه المرة “جاءت في راس “جورجينا ميلوني” رئيسة وزراء ايطاليا اليمينية المتطرفة وبحضور الرئيس الفرنسي الذي لم يخفي ضحكته العالية الساذجة ليزيد من حراجة الموقف!!، وكأن اوردغان يقول لها؛” الانسان الذي لا يستطيع ان يدير نفسه، كيف له ان يدير الاخرين!؟”، وخيرا فعلت عندما قالت له؛”ساقتل احدا اذا اقلعت عن التدخين”!!،..اعتقد هذا يعود لفكر اوردغان المتعالي على الاخرين ومرجعيته الاخوانية التي تتحدث على كراهية او حرمة التدخين.”دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة”(رغم وجود قانون يمنع التدخين بالاماكن العامة فأن هناك 16 مليون مدخن في تركيا اي”22%من المجتمع”،وخاصة من النساء المحجبات).