الحرير/
✍️ بقلم: سعد المالكي
من يتابع ما يجري اليوم من تظاهرات في محافظة البصرة، يلحظ بوضوح أن هناك من يحاول استغفال المجتمع والدفع به إلى الشارع في توقيت بالغ الحساسية، قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات.
فاختيار منطقة الحيانية لتكون شرارة هذه التظاهرات ليس عشوائياً، بل يحمل رسالة واضحة تهدف إلى إيهام الرأي العام بأن التيار الوطني الشيعي هو من يقف خلف هذه التحركات، خصوصاً مع ما يُروَّج حول تمزيق صور بعض المرشحين في تلك المناطق.
أما إدخال منطقة التميمية على خط التظاهرات، فهو مؤشر آخر يؤكد هذه الفرضية، إذ تُعد التميمية من المناطق المعروفة بتأييدها للتيار الصدري، مما يجعل الزجّ بها في هذا التوقيت محاولة مكشوفة لتوجيه أصابع الاتهام نحو جهة بعينها.
إن ما يجري في البصرة اليوم ليس سوى صراع انتخابي بامتياز، تستخدم فيه بعض القوى السياسية مطالب الناس ومعاناتهم كورقة ضغط ضد خصومها. فلو لم تكن الانتخابات على الأبواب، لما أُثير فجأة ملف الماء المالح، الذي بدأت أزمته منذ أشهر، مع بداية الصيف، بينما تراجع استهلاك المياه اليوم مع دخولنا الشهر العاشر.
وهنا يبرز السؤال المنطقي: لماذا الآن؟ ولمصلحة من؟
الإجابة واضحة، فهناك أيادٍ حزبية خفية تحاول توجيه الشارع واستغلاله في معركة انتخابية لا علاقة للمواطن البصري بها، سوى أنه الضحية الدائمة لنقص الخدمات وسوء الإدارة وصراع المصالح.
إن ما يحتاجه البصري اليوم ليس دعوات للتظاهر في توقيت مشبوه، بل خطط واقعية وإرادة حقيقية لمعالجة الأزمات المتكررة في الماء والكهرباء والبنى التحتية، بعيداً عن لعبة الانتخابات التي لا تجلب سوى الانقسام والضياع.