انتقائية العرب .. حفظ النصوص وتطبيق المنصوص !

الحرير/

بقلم/حسين الذكر

(إنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــواً)
احمد شوقي

منذ الف واربعمائة سنة يتناقل ويتقاتل المسلمون مصرين على حفظ احاديث نبيهم محمد (ص) بل ان البعض يعتد بسننه اكثر من اي شيء اخر .. كتبوا السنن والتفاسير وحفظوها حد التوارث حتى طغت جينيا عن سواها في العقل الباطن والظاهر .. وقد شدني قول الرسول الكريم : ( اماطة الاذى عن الطريق ) فمنذ بواكير تعلمي الاولى كنت اراها خطوة استراتيجية لاصلاح حال الامة والانسانية .. فالطريق هو الواجهة الحضارية بل هو الهوية العلنية المتجلية والكاشفة لكوامن الانسان التربوية والاخلاقية .
للاسف ان الحكمة السماوية على لسان النبي لم تترجم على ارض الواقع وظلت حبيسة الصدور ترددها المجتمعات الاسلامية وتلوك بها الالسن دون تطبيق عملي بمختلف ميادين الحياة ..
في حوار مع بعض الاصدقاء في بلداننا العربية وجدت مسالة الاذى متغلغلة في السلوك والطريق لاغلب مجتمعاتنا ومدننا .. التي وقعت فريسة لاولئك المنافقون او المستغلين لخطاب السماء وسنن الانبياء .. فما زالت الكثير من الشواهد تجري على قدم وساق في الواقع دون رادع .. فالارصفة والساحات العامة مستغلة دون ادنى اعتبار لمردود الكلمة النبوية .. حتى اصبحت الارصفة ملك خاص لا يردعه دين فما ان تسنح الفرصة ويغيب القانون لاي طاريء ويترك الامر لضمير المواطن الشخصي حتى يكشر عن انيابه موغلا بالاستغلال متغلغلا متوسعا على حساب الصالح العام دون واعز او خشية من سلطات سيما اذا كانت متسامحة او مشغولة عنه .. فالجشع يكون باعلى مستوياته عند غياب سلطة القانون التي تكشف زيف اولئك المتسترين بالدين نظريا ولا دين لهم تطبيقيا .
اس المشكلة يكمن في التعامل وليس التعبد .. وقد اشار السيد محمد باقر الصدر منذ مطلع الستينات الى اهمية فقه المعاملات وعدم التركيز على فقه العبادات وحده حتى فقد حياته بهذا الاتجاه كأن الامة تقتل كل من ينادي بصحوتها .
اوضح بعض الاصدقاء العرب في وطننا العربي الممتد من المحيط الى الخليج عدم وجود وسيط تعاملي او مكتب او وكالة بين الافراد فيما بينهم او بين المؤسسات لغرض التوسط وتسهيل معاملات الايجار والبيع والافادة المتبادلة وغير ذلك .. اذ ان الاغلب الاعم لا يعمل وفقا للتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية فضلا عن كونه لا يراعي الامور الشرعية برغم زيه وكلامه وشعاره الديني الذي يرفعه ويردده اثناء العمل حتى صار نادرا ان تتم معاملة ما دون ان تحوي جنبة استغلال في احد تفاصيلها وكان ( مال الحلال لم يعد مرغوبا فيه ) .
في العراق المنجزات او المصالح العامة بشارع او حديقة او ساحة او بناء منشئة احدث او مجسرات عملاقة سنجدها تتلى بالمشاهد غير المالوفة .. حيث يكون التجاوز بمنتهى العلنية باسماء وعناوين لها رمزية لا يهم المستغل ان يدنسها لاغراضه الضيقة حتى وان تعدى بها على الصالح العام .. فهو يخرب منجز العام لغرض مصلحة ضيقة معززة بكل قواه المريضة التي لم تعد تنطلي على الناس فضلا عن الله جل وعلا .
(العظيم ينظر إلى الحق، والحقير ينظر إلى الكسب)
حكمة صينية كوفنوشوسية

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

عنصرية يقودها الحكام

الحرير/ بقلم/سامي التميمي للأسف النزعة الفوقية والمتكبرة ، والعنصرية التي بدأ بها الحكام والأعلام الحكومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *