عنصرية يقودها الحكام

الحرير/

بقلم/سامي التميمي

للأسف النزعة الفوقية والمتكبرة ، والعنصرية التي بدأ بها الحكام والأعلام الحكومي وذبابة الألكتروني ، في دولنا العربية ، يروج لها في الصحف والمجلات والمواقع ، فهناك مثلاً صفحات قريبة من الحكومات تروج لطرد المصريين والسوريين واليمنيين والسودانيين والليبيين والأيرانيين والأتراك وغيرهم .

وبالفعل قامت بعض الدول ، بطرد عوائل وأشخاص كثر ، كانوا قد ولدوا وتربوا ودرسوا وساهموا في صنع تاريخ ذلك البلد ، وكان البدايات في العراق على عهد زمرة البعث ، وهناك دول قد قامت بنفس الفعل لأسباب طائفية وعنصرية وعرقية وسياسية .

وهذا المنطق معيب جداً ، ولايليق بأخلاق وبثقافة وتاريخ وكرم العرب ، وليس من تعاليم الدين الأسلامي ولا المسيحي .

يفترض هناك قوانين صارمة تعاقب هؤلاء الشراذم الذي يحاولون تفكيك اللحمة العربية .

ونحن اليوم في أشد الحاجة للتكاتف والتكافل والتعاون والشراكة .

الحرب على العراق في عام 1990، والحصار القاسي و المقيت الطويل الذي دام قرابة 13 عاماً ، وثورة الشعب السوري على النظام لمدة 14 سنة ، وثورة ليبيا والحروب التي رافقتها ، وكذلك ثورة الشعب اليمني و الحرب على اليمن ، والحرب بين الفصائل في السودان ، وآخرها حرب غزة ، كشفت مواقف الحكام وزيف خطاباتهم وأدعاءاتهم . وتبين بأن الجامعة العربية هزيلة وضعيفة وليس لها أي نفع .
فضرورة أن يقوم الأعلام والنخب المثقفة والأكاديميون من أعادة برمجة وصياغة خطاب ورؤية جديدة ترسخ للقيم والمبادئ الجميلة الحكيمة التي تقرب الشعوب في مشتركات موجودة أصلاً مثل ( اللغة والعادات والتقاليد والثقافات والدين والأقتصاد والرياضة وغيرها ، وأن لانسمح لتلك الأصوات النشاز بالأستمرار في التفرقة والشتات ، وضياع الأمة .

نحن بحاجة لقادة جدد يمتازون بشهادة متقدمة وخبرة طويلة وحكمة وأبداع ، وليس مجرد حاكم والسلام . وكذلك نحن بحاجة لثقافة أدارة الدولة بمفهوم حديث ومتطور ، وليس كما هو موجود الأن .

وللأسف الغالبية من شعوبنا العربية والأسلامية ، لديها ثقافة خاطئة ومتجذرة ، وهي ليست وليدة الحاضر بل منذ زمن بعيد ( أموية ، عباسية ، عثمانية ) تعتبر ( الحاكم هو الوطن ) والولاء للحاكم قضية مقدسة ووطنية . وهذا مبدأ خاطئ ( الحاكم لايعني الوطن )
الوطن أسمى وأرفع من كل حاكم ، الحاكم أن لم يكن خادم ونزيه ، فطرده أولى و ضروري جداً . وأن نبتعد عن التقديس والتعظيم كي لانصنع ديكتاوريات جديدة .

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

فضائيات الببغاء ومحللو “النسخ واللصق”

الحرير/ بقلم/ عامر جاسم العيداني في زمن الانحطاط الإعلامي لم يعد ظهور المحللين السياسيين يحتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *