الحرير/
بقلم/سامي التميمي
لسنا مع تكميم الأفواه ولاتقييد الحريات وخصوصاً حريةً التعبير ، فهذا ماكفله الدستور .
الكاتب والمثقف والأعلامي والأكاديمي ، هؤلاء نخب مهمة في أي مجتمع ، فضرورة الجلوس معهم بأستمرار والحوار المستفيض عن مشاكل وهموم الشعب ، فقد يرى ما لا يراه ، ويسمع ما لا يسمعه السياسي ، أكبر الأخطاء عندما تعادي وتحاصر وتكمم أفواه تلك الطبقة ، فقد تخسر مكانتك الحزبية والوظيفية وسمعتك ومستقبلك ، فهؤلاء أبناء الشعب وقياداته الفكرية والأجتماعية والسياسية ، كل الشعب تقريباً يسمعهم ويهتم بأحاديثهم وكتاباتهم ، وقد تتفاجئ بأن أغلب الثورات في العالم صنعت في ذلك المطبخ الثقافي وبيد هؤلاء ومن خلال أفكارهم وقراءاتهم و أحاديثهم وكتاباتهم .
لاتتوهم أبداً ، ولايصيبك الغرور في قوة منصبك وكثرة حماياتك و مناصريك ، فقبلك الكثير من الحكام والملوك ضاعوا وضيعوا مستقبلهم وعوائلهم ، مجرد أهمالهم والعمل بالضد منهم أو سجنهم وتعذيبهم وتصفيتهم .
الحذر الحذر من الأستخفاف بهؤلاء النخب ، فهم أقوى من كل قوي ، وأقوى من كل الجيوش ، وأسلحتهم خفية و قوية وسريعةودقيقة عندما تصوب على الحكام والساسة .
لنتعلم ثقافة تقبل وأحترام الأخرين وآرائهم وثقافاتهم وأديانهم ومعتقداتهم وأفكارهم
، ولنكرس ثقافة الحوار الهادئ البناء .
ولكن في نفس الوقت لسنا مع التسقيط والثرثرة والتلفيق والتزوير والأبتزاز . الذي تنتهجه بعض القنوات والصحف والكتاب والأعلاميين .
لنجعل القانون هو الفيصل في كل نزاع أو أستهداف أو أي مشكلة قد نجدها كبيرة وعويصة .
وأن لانستخدم ( أيادينا وعصبيتنا وأموالنا وقوة المنصب والجاه ) للتأثير والنيل من خصومنا مهما كان حجمهم وثقلهم .
لنغادر ثقافة تمجيد وتعظيم وتقديس الحكام ، وكذلك التمسك بالمنصب أو جعله قلعة أبدية وطريقاً لتوريث العوائل والأبناء والأقارب والأصدقاء .
علينا تفهم بأن المنصب في الدولة ، هو تكليف وليس تشريف ، أن نتنافس ونبدع في تقديم الخدمات والرفاهية لأبناء الشعب ، وليس الأثراء والنفع على حساب الدولة والمواطن .
ولنتعلم ثقافة المتابعة والرقابة وتشخيص الأخطاء ونقدها ، ومحاسبة المسؤول مهما كان حجمه وثقله في الدولة والحزب والمجتمع .
أدارة الدولة والتنمية الأدارية علم كبير ، وعمل شاق وطويل وليس مجال للتجارب الغير مدروسة والهفوات والنزعات الصبيانيةً، تتطلب شهادة وخبرة ونزاهة وأبداع ، وليس مجرد أنتمائك لكتلة وحزب وأن تفوز في الأنتخابات ونتيجة العلاقات والمصالح ، تصبح مسؤول ، علينا أن نقدر المسؤولية ونحترمها ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب مع ضرورة وضع الشروط القاسية في شغل المنصب والأبداع والتطوير في العمل .