عراق 2050 .. بين الامنية والارادة !

الحرير/

بقلم/حسين الذكر

كان وما زال وسيبقى العراق وسط مهب الريح السياسي وعصف الاجندات سيما الخارجية منها لاسباب تعد مبررة من وجهة نظر استعمارية حيث يقع جغرافيا بوسط او قلب العالم القديم والمعاصر كما انه مهد الحضارات ويحوز سبق غالب الاستكشافات والاختراعات التي مهدت لتطور العلوم وهو مبعث الانبياء ومقر الاولياء والصالحين والفلاسفة والعلماء والادباء .. فضلا عن ثروات لا تعد ولا تحصى ولا تنتهي منذ وصفه بارض السواد حتى يوم يبعثون .
بعد نيسان 2003 كانت طموحات العراقيين بلا حدود وتتناسب مع ما لحق بهم من جور وحرمان جراء سنوات الكبت والحصار والتعسف وقد اصيب الكثير منهم بالاحباط جراء معاناة ما زالت مستمرة سيما بملف الخدمات بعد عقدين من الزمن التي ينبغي ان تكون كفيلة بمعالجة الاوضاع السائدة والملفات المتلكئة من قبل الكتل السياسية الحاكمة والحكومات المتعاقبة .
اليوم في خطوة تكاد تكون جريئة وفي توقيت تتدحرج كرة الاشاعات في كل جزء من شرقنا العربي معززة بمخاوف عديدة وجه دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني بضرورة إستكمال تنفيذ متطلبات الرؤية الوطنية الشاملة طويلة الأمد (العراق 2050 – نحو التنميّة والمستقبل) ..
ومع ان العراقيين ربما لا يعبؤون كثيرا باستقبال الاعلانات الخاصة بعراق الحلم ( 2050 ) جراء احباطات الماضي البعيد والقريب سيما بملف الخدمات .. الا ان القاء نظرة مغايرة بعين فاحصة للبيئة والاوضاع العامة خلال سنتين خلت سنجد ان العمارات الشاهقات قد احاطت بالعاصمة بغداد وبقية المدن وان حركة العمران لم تتوقف والبناء في كل مكان فضلا عما خلفه مشروع الجسور والمجسرات بقلب الحدث البغدادي من ارتياح كبير في ميدان المرور وتخفيف زخمه فضلا عما اضفاه من جماليات على المشهد العام بصورة رفعت من منسوب الامل وتلمس اثره الجدي على ارض الواقع .
هذه الرؤية الاستراتيجية لم تات من فراغ ولا تمثل دعاية انتخابية بل هي مقومات وطنية من خلال بيئة تنموية صالحة بمختلف المجالات .. ما نحتاجه دعم الاستقرار الوطني عبر توسيع دائرة المشاركة والتطمين وتعزيز روح المواطنة والاحساس بالمسؤولية المشتركة وتطوير اليات الحوار الدبلوماسي بعين ثاقبة حكيمة وادوات رصينة مستندة الى رؤية حقيقية بضرورة النهوض بالعراق من كبوته والعودة الى حلم بوابة الشرق التي لا تعتمد على تغيير الشكل فحسب بل للعراق حضارة لسنا ادعياء وجودها بل نحن امتدادها وعلينا ان نعود من جديد نشد على يد الحكومة والمخططين ونترقب بامل وطموح وقناعة راسخة باننا على قدر اهل العزم ونحن عازمون لعراق 2050 باذن الله تعالى وهمة المخلصين والمبدعين مع جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم في ظل سيادة الدستور وامان اليات العهد الديمقراطي مفترض السيادة !

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

عنصرية يقودها الحكام

الحرير/ بقلم/سامي التميمي للأسف النزعة الفوقية والمتكبرة ، والعنصرية التي بدأ بها الحكام والأعلام الحكومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *