الحرير/
بقلم: كمال فتاح حيدر
العالم كله يتحدث عن زهران ممداني. بماذا يختلف هذا الشاب ؟. وكيف تصدر اسمه نشرات الأنباء ؟.
شاب بعمر 34 سنة من أصول هندية، مولود في أوغندا، متزوج من فتاة سورية. . اول مسلم يفوز بمنصب عمدة نيويورك، وأول عمدة يتحدى رئيس الولايات المتحدة، وأول عمدة في تاريخ نيويورك بهذا العمر، وأول عمدة يزدري المال السياسي وينتصر 26 مليادير، وأول عمدة يتوعد باعتقال مجرم الحرب (النتن)، وأول عمدة يتحدى اللوبي الصهيوني في معقل دولتهم العميقة. وأول عمدة يساري يحمل راية الاشتراكية ويغرسها في قلب الكيان الرأسمالي. وأول من يدافع عن المهاجرين بهذه القوة وبهذا العناد. وأول من نجح في تغيير المفاهيم السياسية السائدة، وأول من دافع عن الطبقة العاملة وعن الفقراء والمساكين والمشردين وذوي الدخل المحدود. .
وبالتالي نحن امام انقلاب سياسي كبير وخطير قد يزلزل عروش الإمبريالية ويهدد أوكارها الفاسدة. فالرجل يشكل الآن كابوساً مزعجاً للجمهوريين في لحظة مصيرية قاتلة. .
اما ترامب فسوف يكرس جهوده ونفوذه لعرقلة مسيرة هذا الشاب التقدمي، وقد أعلنها ترامب صراحة عندما هدد بحجب الدعم المالي عن مدينة نيويورك إذا فاز زهران. فجاء خطاب ممداني بعد فوزه ليوجه ضربة مباشرة لوجه ترامب. .
لقد تحول فجأة إلى ذئب كاسر، والى شخص متمرد مشاكس لا يكترث بالتهديدات ولا يعبء بها. فلم يداهن، ولم يجامل، ولم يتنازل. قال: أنا مسلم، أنا مهاجر، أنا اشتراكي، أنا من عامة الناس وفي خدمتهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وانتماءاتهم، وانا فخور بكل المبادىء التي آمنت بها منذ طفولتي، وغير مستعد للتنازل عنها. .
ثم اختار بعض العبارات القريبة لقلوب المهاجرين، قالها للترحيب بهم باللغات العربية والإسبانية واليونانية والهندية والفارسية والفرنسية، يبدو انه تعلمها مسبقا وادخرها لهذه المناسبة. .
اختتم خطابه بحكمة تعلمها من رئيس أوروغواي الراحل (خوسيه موخيكا)، فقال: السياسية والمناصب لا تغير الناس، هي فقط تكشفهم على حقيقتهم. . ثم اقسم امام الجموع الغفيرة انه لن يتكبر عليهم ولن يتنكر لهم. .
هل تعلمون كيف تجمع حوله الناس وكيف وقع اختيارهم عليه ؟: ذلك لأنه كان صادقاً ومتمسكاً بمبادئه. .
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة