الحرير/
البصرة – منير العيداني
في أمسية ثقافية بهيّة احتضنها مسرح الفراهيدي بشارع الفراهيدي للثقافة والكتاب نظّمت جماعة البصرة الأدبية بالتعاون مع اللجنة المنظمة للشارع جلسة أدبية بعنوان تأملات في تراثنا الشعري وشعراء العرب شهدت حضوراً لافتاً من الأدباء والمثقفين وجمهور واسع من محبي الشعر.
استهلّ الجلسة الشاعر حيدر حسن بمداخلة ثرية تناولت محطات مهمة في مسيرة الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى الحديث مؤكداً أن التراث ليس ماضياً يُروى فحسب بل هو نبع متجدد يلهم الأجيال ويغذي الفكر النقدي. واستعرض في حديثه خصائص الشعر الجاهلي وقيم الجزالة اللفظية قبل أن ينتقل إلى ازدهار الشعر في العصور الأموية والعباسية متوقفاً عند رموزٍ كبار كالمتنبي وأبي تمام محللاً أثرهم في تجديد اللغة والمعنى.
وأشار حسن إلى مراحل تراجع الشعر في عصور الانحسار لافتاً إلى جهود المحدثين في بعث روح القصيدة العربية من جديد معتبراً أن التجديد الحقيقي لا يكون إلا بالارتكاز على الجذور. كما أثار تساؤلات حول دور الشاعر المعاصر في مجتمعه مؤكداً أن الشعر ما زال قادراً على حمل قضايا الإنسان والتعبير عن وجدانه.
وتناول النقاش كذلك العلاقة بين الشعر واللغة العربية حيث شدد على أهمية صون اللغة بوصفها الوعاء الأصيل للفكر والإبداع محذراً من مخاطر التهميش اللغوي في العصر الحديث.
وشهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور الذين أثروا الحوار بأسئلة تناولت تأثير العولمة وإمكانيات المزج بين الأصالة والمعاصرة إلى جانب دعوات لتفعيل دور المؤسسات الثقافية في دعم المواهب الشابة وإحياء المنتديات الأدبية.
واختتمت الفعالية بتوجيه الشكر إلى الأستاذ حسين حميد البزوني مؤسس جماعة البصرة الأدبية لدعمه المستمر لأنشطة الجماعة مع تأكيد أهمية مواصلة التأمل في تراثنا الشعري بوصفه فعلاً إبداعياً يعيد للهوية الثقافية ألقها ويؤكد مكانة البصرة كمنارة للأدب والفكر
وكالة الحرير الاخبارية وكالة عراقية اخبارية منوعة