نعم للمواطنة – كلا للطائفية

الحرير/

بقلم: كمال فتاح حيدر

لو قمنا بتسليم حق التحكم بتوزيع بذور القمح لشخص يبيع المبيدات الطائفية فلن تنضج محاصيلنا أبداً حتى لو زرعناها في تربة عالية الخصوبة. .
قبل بضعة أيام. وقف احدهم مخاطباً الجماهير، ثم امسك بمقبض المايكرفون وصاح بأعلى صوته: انتخبوني لأني أنتمي إلى الفرقة الفائزة بالجنة. .
ووقف الثاني مخاطبا الجماهير في مكان لا يبعد كثيرا عن الاول، ثم امسك بالمايكرفون وصاح بأعلى صوته: انتخبوني أنا ولا تنتخبوا غيري لأني من فرقة سوف تدخل الجنة من أوسع أبوابها. .
قال الثالث: انتخبوني لأني من القومية الذهبية، وقال الرابع: انتخبوني لأني من الديانة النقية، وقال آخر مخاطبا المحاربين القدماء: انتخبوني لأني فقدت ساقي في آخر معاركنا الخاسرة. وهكذا باتت الحملات الدعائية مؤطرة طائفيا وعرقيا ونقابياً. .
اغلب الندم ليس لأنك ارتكبت الفعل الخاطئ، بل لأنك انزلقت طائفيا فاخطأت في اختيار المرشح الوطني الواعد. .
من الطبيعي ان تكون بعض الدعايات الانتخابية برّاقة ومبهرة وخادعة، فلا يعقل أن يأتي أحد المرشحين ليقول لك: أنا فاشل، أو أنا انتهازي. وبالتالي فان اختيارك للعنصر الأكفأ والأفضل والأكثر عطاءً هو القرار الصائب لتطهير الأجواء الديمقراطية الملبدة بسحب الولاءات الطائفية. .
لقد مررنا بتجارب كثيرة فهمنا منها ان الشخص المناسب ينبغي ان يتبوأ المركز المناسب، فعندما يقود الطائفي القافلة يحسب كل كبوة من كبواته انتصاراً باهراً. فلا تثق بمودتهم قبل أن ترى مصداقيتهم في مشاريع الإصلاح والصلاح. .
فانتخبوا أكثرهم شهامة ومروءة حتى لو جاءكم من قلب الهور أو من كهوف الجبال أو من كثبان صحراء السماوة. .

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

تدمير السردية الوطنية بالتضليل الفلسفي… قراءة في دور «القوات اللبنانية» المُقوِّض للدولة

الحرير/ بقلم/حسين مرتضى *مقدمة: الخطاب السياسي اللبناني ـ عندما يتحوّل النقد إلى هدم ممنهج… في خضمّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *