بين غياب التنظيم وتكرار الهفوات .. ماهو العمل حتى لايتكرر ماحدث مع اندونيسيا

الحرير/

كتب / محمد حنون

على الرغم من الفوز الذي حققه منتخبنا الوطني أمام المنتخب الإندونيسي بصعوبة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكن بالجانب الاخر لم يكن واقع جزء كبير من المباراة مجرد تعثر عابر بل كان جرس إنذار حقيقي يكشف حجم الفجوة في التنظيم الخططي وغياب الانسجام بين خطوط الفريق خاصة في منطقة الوسط التي كانت المفترض أن تكون عقل الفريق ومحركه لكنها ظهرت بلا دور واضح تاركة السيطرة المطلقة للخصم.

من شاهد اللقاء يلحظ بسهولة أن إندونيسيا لم تكن الفريق الأقوى فنيا” لكنها كانت الأكثر التزاما وانضباطا” تكتيكيا”وهو ما صنع الفارق خاصة وان منتخبنا بدا مشتتا”في أفكاره غير منظم في تمركز لاعبيه وكأن العمل الجماعي غائب تماما”والارتجال سيد الموقف.

بحكم التطور الحاصل في منظومة كرة القدم اليوم لم يعد التحليل الفني حكرا” على المدرب أو الجهاز الفني فالمتابع والإعلامي بل وحتى المشجع البسيط أصبح يمتلك رؤية فاحصة لمكامن الخلل ويدرك أحيانا” أساليب المعالجة التي قد لا يلتفت إليها الطاقم الفني كرة القدم الحديثة لم تعد تدار فقط من مقاعد التدريب بل من منظومة تحليلية متكاملة تعتمد على البيانات والرؤية والتخطيط الذكي للمباريات.

مايهمنا قوله بعيدا” عما حصل في لقاء اندونيسيا ان المباريات القادمة وبخاصة المواجهة الحاسمة أمام المنتخب السعودي لا تحتمل المجاملات ولا الأعذار لا مفر ولامناص من مراجعة كل الأخطاء التي ظهرت في خطوط منتخبنا الوطني وغلق كل الثغرات الدفاعية التي تسببت في ارتباك الخط الخلفي مع ضرورة فرض السيطرة في منتصف الميدان لضمان التوازن والشروع بهجمات متواصلة تهدد مرمى الخصم وتخلق حالة ربط مع الدفاع خاصة وان المنتخب السعودي يختلف عن اندونيسيا كونه يمتلك سرعة في التحول الهجومي ويجيد التسلل خلف الدفاعات لذلك فإن منحهم المساحات سيكون بمثابة انتحار تكتيكي والسبق المبكر في مثل هذه المباريات قد يحسم النتيجة من الدقائق الأولى.

الوقت لم يفت بعد لكن الإصلاح لا يتم بالشعارات ولا بالوعود الاعلامية بل بالجرأة على التغيير والاعتراف بالأخطاء وبناء منظومة تعتمد على التحليل والعمل الجماعي لا على القرارات الفردية فالتاريخ لا يتذكر الأعذار بل النتائج فقط خاصة ونحن قاب قوسين او ادني من كأس العالم اذا توفرت النية الصادقة والارادة الحقيقية وغلق الثغرات التي تأشرت في المباراة السابقة وقبل ذلك كله ان نستذكر معانات اهلنا في كل مناطق البلاد التي تنتظر النصر بشغف ومحبة وتحدي .

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

ابنة الجنوب وصوت ذاكرة ميسان : الشاعرة ليلى البهادلي

الحرير/ بقلم / علي محمد جابر الحلفي من ميسان الأصيل ، من أرض الطيب والقصيد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *