المغرب .. بين تظاهرتين !

الحرير/

بقلم/حسين الذكر

ما زالت الاثار السيئة والتداعيات الاستنكارية تغص في اعماق قلبي جراء ما حدث بعنون ( الربيع العربي او خروفه ) بعد ان خرجت الجماهير العربية من كل اعماق قلبها وتعدد حاجاتها تملا الشوارع بدعم اعلامي خفي وتسيير ناعم اخفى .. ثم عادت بخفي حنين عندما صودر حصاد الحقل والبيدر .. فيما ظهرت قوى جديدة تتحكم بقوى اقدم رجعت الى مكامنها تصلي وتدعوا للخلاص من العهد الجديد .. هذا الاحباط واليأس المحزن لم يات اعتباطا ولا نتاج محظ الصدف او قلة وعي الجماهير وسيادة النخب بقدر ما هي آليات تغيير تخرج من بعبعها لتصادر افكار الفلاسفة وتضحيات الابطال لتستقر ( حليمة على عادتها القديمة ) .
حينما سمعت بتظاهرات مطلبية جديدة اندلعت في المغرب الشقيق بذات الثوب سارعت الى جميع اصدقائي في مدن المغرب الشقيق موصيا ومحذرا : ( ضرورة المحافظة على نظامكم ومكتسباتكم وان يتحلى الشباب بالوعي وان يكون حراكه سلميا بمستوى المسؤولية وان لا يلجا الى خراب المؤسسات وعدم التعدي على المصالح العامة والخاصة .. وحتما ستلبي الحكومة المطالب المشروعة للجماهير قدر المستطاع شريطة ان لا يكون هناك انحراف للخط ورفع سقف المطالب فان المغرب من اجمل البلاد العربية واكثرها استقرارا وأمن وثقافة ونشاط وفرص للسفر والاتصال سيما على المستوى الرياضي منه خاصة – وهو عين الحديث ومحوره – .
بعد ان هدا الشارع انطلقت بطولة كاس العالم للشباب بكرة القدم في تشيلي وكان فرسان نسور قرطاج من المتاهلين والتفتت اليهم الانظار المغربية والعربية صوب امريكا الجنوبية تتابع وتتحرى اخبار فريقها المقاتل هناك باقصى الكرة الارضية باعتبار كرة القدم اصبحت نوع من انواع الحرب باليات مختلفة عن ميدان المعارك .. وقد ابلى المغاربة حسنا حينما كانوا سفراء بلدهم والامة العربة بكل فخر واعتزاز محققين بطولة لم يسبقهم اليها من العرب احد بانجاز لا يعد مفاجئا لمن تابع النهضة الكروية المغربية التي هي ليست وليدة اليوم .. فالتخطيط والعمل والدعم الحكومي والرعاية الملكية مع توفر مؤهلات الانجاز من قوى بشرية ومواهب ابداعية اصبح تحقيق الانجاز فيها آت لا محال .
الثورة الكروية التي تشهدها المغرب مثار اهتمام ومصدر فخر ينبغي ان يتعلم منها العرب وبقية الافارقة والاسيويين وكل من يريد الافادة من درس حياتي كروي آخذ بالانموذجية من خلال العملي والتطبيقي بعيدا عن جعجعة النظري الفارغ .. اذ سبق لمنتخب المغرب ان حقق رابع كاس العالم في الدوحة 2022 .. وها هم شبابه يغزون امريكيا بعقر دارها وامام جمهورها ينتزعون الذهب ويتوجون بما كان حلما باقل التكاليف .. اذ تصرف مليارات المليارات في بلدان عربية اخرى لم تحقق شيء ما .. اذ رجفت مشاركاتها واثخنت احباطات جماهيرها واعلامها جراء ما تم صرفه وانفاقه وتبذيره واستهلاكه من اموال على سفرات وايفادات وامتيازات مسؤولي الكرة في بعض الاتحادات العربية دون اي فائدة تذكر آنية او استراتيجية ..
تحية لشباب المغرب وشعبهم وحكومتهم وملكيهم وكل طاقاتهم الخلاقة وندعو لهم بمزيد الاستقرار والابداع والنجاح ولبقية بلداننا وشبابنا العرب ان شاء الله . !

عن عامر العيداني

شاهد أيضاً

البصرة بين حصار مالي وقرارات جائرة.. أين العدالة الاتحادية؟

الحرير/ بقلم/ عامر جاسم العيداني تعيش محافظة البصرة هذه الأيام واحدة من أشد أزماتها الاقتصادية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *