recent
أخبار ساخنة

كيف نتخلص من الرواسب الجاهلية ؟

الحرير/
بقلم/المحامي علاء صابر الموسوي.
تعاني الأمم والشعوب من جاهلية وثنية مزمنة ، تعتبر من أخطر جاهليات التاريخ .
بل مصب الجاهليات ، والانحرافات المرضية التي عانت منها الأمم البائدة ، فما من مرض جاهلي ، ولا ظاهرة جاهلية أبتليت بها الأمم المتفرقة إلا وهي تعيش اليوم بأبشع صورها في حضارة الإنسان المادية المعاصرة .
فالكفر ، والإلحاد ، والتحلل الأخلاقي ، والظلم ، والعدوان ، والجشع ، والتسلط ، والاستغلال ، والحروب ، والإبادة ، والفوضى الاجتماعية يمارسها الإنسان المعاصر بشكل طبيعي ، ومعتاد في حياته اليومية المألوفة .
بل وحتى المسلمون الذين يؤمنون بدين الإسلام فهم مضطرون ، أو راضون بالانسياق مع تلك التيارات الجاهلية ، والانحدار في هاويتها السحيقة ، إلا أولئك المؤمنون الذين أدركوا هذا الخطر المدمر ، فأبتعدوا عنه ، ورفضوا الانسياق معه ، لذلك فإن تحليل المجتمع ، والحضارة الإنسانية المعاصرة يوصلنا إلى تقسيم الأفراد ، والمجتمعات البشرية إلى ثلاثة أقسام هي :

١- مجتمع جاهلي تتجسد في حياته كل مظاهر الجاهلية ، وصيغ الحياة فيها  كالبوذية ، والهندوسية ، والرأسمالية المادية ...وغيرها من العقائد .
 

٢- مجتمع يؤمن أفراده بالإسلام ولكنهم لا يجسدون  هذا الإيمان حياة ولا يطبقونه عملا ، فمجتمعهم مجتمع ضائع ، مائع ، لايملك الهوية الإسلامية ، ولايمثل الأصالة العقائدية ، يقلد غيره في القوانين ، والفنون ، والآداب والمفاهيم ، وأسلوب الحياة ، بشكل يجعل مظاهر الحضارة ، وصيغة الحياة العامة فيه هي أقرب للصيغة الجاهلية ، والحياة الضائعة التي لاتعرف الأصالة  والإلتزام ، فمن المعتاد في هذا المجتمع أن نشاهد حانة الخمر ، أو المرأة الخليعة ، أو دار البغاء ، ومصارف الربا ، ونظام الحياة المادية ، ونماذج الفن ، وصنوف الثقافة المادية ، والأدب المنحل ...الخ .

٣- أفراد مؤمنون ملتزمون بالإسلام ، ويعملون به على مستوى التطبيق الفردي ، ولكنهم لا يشكلون تيارا اجتماعيا يغير وجه الحياة ، أو يطبع شخصية الحضارة القائمة في مجتمعهم بصبغة الاسلام .
ولذلك فإن في حياتنا ، ومفاهيمنا ، وسلوكنا ، ونظامنا ، وقوانيننا كثيرا من الرواسب ، والآثار الجاهلية ، والمفاهيم اللا إسلامية التي وفدت الينا من الجاليات المادية الغربية ، والشرقية ، فغذت أفكارنا ، وحياتنا ، ومفاهيمنا .

والمسلمون إزاء هذا الغزوا ، والتأثير يجب عليهم أن يكثفوا جهودهم بصدق ، وأخلاص ، ويكرسوا نشاطهم للقيام بعملية تغييرية شاملة ، تجتث جذور الجاهلية ، وتهدم قواعدها وأركانها .
ومن ثم يمارسون عملية بناء أسس جديدة لشخصياتهم ، ومجتمعهم على أساس المباديء ، والأفكار ، والقيم الإسلامية مهتدين بقوله تعالى:
( ولتكن منكم أمة يدعون 
الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأؤلئك هم المفلحون) آل عمران / ١٠٤ .
google-playkhamsatmostaqltradent