الحرير/
بقلم/خزعل اللامي
تتسارع التحركات الدبلوماسية ضد طهران بعد الانباء المتداولة عن قرب التوقيع على البرنامج النووي الإيراني .
وبمشاركة وزراء خارجية مصر والمغرب والبحرين والامارات وأمريكا ورعاية إسرائيلية تعقد يوم الإثنين ٢٨ آذار الجاري قمة في منطقة النقب في فلسطين المحتلة.
انه فصل جديد في العلاقات التطبيعية العربية مع الكيان الصهيوني الغاصب ستكون بنودها الاساسية هي كيفية عرقلة ومنع توقيع الإتفاق النووي الإيراني مع الجانب الامريكي ، ومناقشة ازمة الطاقة وارتفاع الأسعار العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية ، خاصة بعد وقوف هذه الدول على الحياد بضمنها إسرائيل من الأزمة الروسية الأوكرانية .
والغريب في هذه القمة انه لاوجود بأجندتها مناقشة القضية الفلسطينية ولو على الورق كما يحصل في كل مؤتمر ولقاء وهذا مايفسر عدم مشاركة الجانب الاردني لحد اللحظة .
وتأتي قمة النقب عقب قمة العقبة التشاورية بين الملك عبد الله بن الحسين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد .
وستلعب إسرائيل دور الوسيط في قمة النقب بين أمريكا من جانب ومصر والبحرين والإمارات والمغرب من جانب اخر على إثر الخلاف الأمريكي العربي حيال الأزمة الروسية الأوكرانية .
وتتداول القمة ايضا قرار شطب امريكا الحرس الثوري الايراني وجماعة أنصار الله اليمنية من قائمة "المنظمات الارهابية" التي وضعتها واشنطن في فترة حكم الرئيس ترامب ، الأمر الذي ازعج دول الخليج وخاصة العربية السعودية وان لم تشارك في القمة فالإمارات والبحرين من يمثلانها على أكمل وجه، وكذلك مناقشة الموقف المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على اسواق النفط العالمية وارتفاع اسعار المواد الغذائية في اغلب دول العالم والمنطقة العربية بالذات وانعكاسه على دخل الفرد العربي خاصة ونحن على ابواب شهر رمضان وايضا مناقشة أوجه التعاون بين الكيان الصهيوني وهذه الدول .
وايضا تعقد "القمة" بعد الزيارة الاخيرة للرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات وإيقاف جماعة انصار الله اليمنية هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة على العربية السعودية لمدة ثلاث ايام بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها الرياض لتجعلها تنآى بنفسها من أي نقص في امداد اسواق النفط العالمية حسب بيان صدر من الحكومة السعودية في هذا الأمر بالذات .
وبعد الضغط البريطاني من خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني جونسون للرياض والتي خرج منها خالي الوفاق وكذلك الضغط الامريكي على السعودية بامداد الأسواق العالمية بالبترول الأمر الذي لم تقبل به السلطات السعودية ورفضته جملة وتفصيلا ، مع ان الرفض السعودي يأتي ردا على ازدراء البيت الأبيض منذ تولي بايدن السلطة في البيت الابيض والى اليوم لم يتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهذا ما لم يحصل في الإدارات السابقة .
لاشك أن مخرجات قمة النقب ستكون معاداة إيران وشيطنتها وهذا حتما لايخدم المنطقة العربية بعد الاجتماعات التي عقدت بين مسؤولين من طهران والرياض في بغداد وسلطنة عمان بغية التقارب وحل الخلافات بينهما .
وسيكون اللاعب الأساسي في هذا العداء والشيطنة بلا شك الكيان الصهيوني يؤازره على ذلك إعلام بعينه والمحسوب على عدد من دول المنطقة .
وربما تكون أمريكا قد أيقنت ان التوقيع على البرنامج النووي الإيراني هو أحد الحلول الآنية والمهمة في ضل الاضطرابات المتلاحقة عالميا واحتياجاتها الى النفط الإيراني في هذا الوقت بالذات بعد تمنع السعودية وامتناع الكثير من دول العالم مجاراة أمريكا في العقوبات التي فرضتها على موسكو .