recent
أخبار ساخنة

عن مهرجان المربد بدورته ٣٤ نتحدث ..

 


الحرير/

بقلم/الكاتب علي الصالح 

قد لا يعرف من هو ليس بقريب من المشهد الثقافي سر تميز المربد لهذا العام. لا اتحدث عن الجنبة الشعرية او التنظيمية، فهي تبقى محل خلاف عند المتلقي، لا بل عند الشعراء انفسهم من مرتادي هذا المحفل. سر تميز المربد لهذه السنة هو تأصيل فكرة المهرجان كاستحقاقٍ بصري لا يمكن التنازل عنه. أُريدَ لمهرجان هذا العام الذي تم تأجيله بسبب الجائحة ان يعود لمركزية السلطة.  ابرق وزير الثقافة رسائل مشفرة حينها بضرورة نقل المربد من البصرة لبغداد او الغاء المهرجان .  

كانت تصريحاته مثار استهجان عند النخب الثقافية، فالمربد استحقاق بصري وان كانت يد النظام السابق قد جيرته لتلميع صورتها عند العالم والعرب انذاك.  حرص النظام حينها بشراء اغلب الشعراء بالاموال الضخمة، وصل الحال في وقتها ان بعض الشعراء الكبار كدرويش وقباني لا يخفون المطالبة بأجور كبيرة لحضور المهرجان. من هنا جاء الخوف من (مركزة القرار الثقافي) والحاق المربد ببغداد في ظل الوزير ناظم، وهذا ما لم يتحقق له بفضل الله اولاً، وبجهود مثقفي المدينة ومؤسسة انجاز التي رعت التظاهرة الثقافية في شارع الفراهيدي رفضاً لقرار الوزير، شخصياً

كنت حاضراً بهذه التظاهرة مع جمع غفير من اعضاء الاتحاد

ونقابة الفنانين البصرية. على اثرها جاء الوزير للبصرة والتقى بمسؤولي الاتحاد الذين دخلوا على خط المواجهة المباشرة مع الوزير، وهنا لابد ان نذكر الدور الكبير للاديب العراقي محمد خضير وبما يتمتع به من ثقل ادبي وما عرف عنه من الحكمة والخُلق الرفيع بتقريب وجهات النظر ليطوى ملف الاستحقاق البصري بلا منة. 

ولو سألني احدهم:  هل انت راضٍ على المربد كبصري؟.

بصراحة اجيب وبضرس قطع لا. وهنا قد يتبادر في الذهن

ان خدش المقبولية يأتي من تداخل الاسماء المدعوة خارج

فضاء الشعر، حيث وجود القاص،الروائي، المسرحي الصحفي والسياسي في المقاعد الامامية بينما يجلس الكثير من الشعراء على دكة البدلاء، او مايصاحب المرابد بالعموم 

من فوضى وصخب داخل القاعة تخدش هيبة المهرجان. اقول :  لهذه ولا تلك فالتنوع مطلوب بمهرجان كبير مثل المربد، وهي فرصة جميلة لتوسيع رقعة الالتقاء بين الشعراء واقرانهم في المجالات الاخرى. حيث أَن انكفاء الشعراء على انفسهم لا يخدم الشعر بالمطلق. اما بخصوص الفوضى فهذا يعود للمدعوين انفسهم لان - اكثرهم - ربما لا يعرف قيمة المربد وقيمة البصرة وهذا ما لا دخل للمنظمين فيه، اذ انه من غير اللائق ان تقول لضيفك اجلس او اسكت!.

اذن لم انت غير راض على المربد؟!.

بصراحة شديدة انا متعنصر للجنوب وللبصرة بالتحديد،

ارى ان اغلب الفعاليات الثقافية التي تقام هنا لا تنصف اهل

البصرة.  يتعامل القائمون على الفعاليات الثقافية بالعموم

والمربد بالخصوص بكرم باذخ على حساب ابنائها وخصوصا

الشباب منهم. حصل وان اشتركنا مع بعض الاخوة بمهرجانات

وفعاليات خارج المحافظة وشاهدنا تقديم ابن المحافظة على الضيوف، وهذا من وجهة نظري امر جيد لتسويق اسماء ودماء جديدة في عالم الادب.  فبالامس القريب معرض الكتاب كانت فيه مشاركات البصاروة خجولة نوعا ما او اقتصرت على بعض الاسماء المهمة التي حجزت مكانها في المقاعد الامامية من الاضواء والشهرة.  واليوم يعود المربد لبخس كثير من اسماء الشعراء الشباب وإن كانت الدعوات من الوزارة هذه المرة على ما اعتقد لكن هذا لا يمنع ان نسجل عتبنا على القائمين. فالبصرة فيها اسماء شعرية مميزة غابت عن هذا الحدث ممن اعرفهم: هاني ابو مصطفى، مسار رياض، عزيز داخل، علي نجم، حسن سامي، حميد السيد ماجد، سجاد السلمي، جبرائيل السامر، علي الياسري، حسام الخرسان واسماء كثيرة من الشعراء والشواعر لا يمكن حصرها بكل تأكيد. 

على اي حال اتمنى ان يصار في المرابد المستقبلية والمحافل

الثقافية دعم الشباب، وان لا تتكرر اغلب الاسماء التي صار اغلبها مستهلكاً مع شاعريتها. اذ ان الناس تبحث عن الجديد والبصرة ولادة بكل جديد

google-playkhamsatmostaqltradent