recent
أخبار ساخنة

رحلتان في مدينة يلوا التركية (٢)



الحرير/
بقلم / عامر جاسم العيداني

تحدثنا لكم عن رحلتنا الصباحية في مدينة " يلوا " ، ونروي لكم عن رحلتنا المسائية حيث تبدأ قبل حلول الظلام وتشغيل إنارة الشوارع ، حتى منتصف الليل .



وننطلق من ساحة الهيكل دخولا بشارع قد تم رصفه بالمقرنص المتنوع والملون وعلى جانبه الايسر مطاعم الوجبات السريعة التي اخذت جزء من الشارع مكانا للجلوس حيث الكراسي والطاولات الجميلة وتتخللها محلات بيع الملابس المتنوعة ، وأما الجانب الأيمن هناك محلات لبيع الملابس والاحذية لأشهر الماركات التركية التي طالما شاهدناها في بصرة تايمز سكوير ( فلو ، ال سي ، ديفاكتو ، وغيرها ) وعلى جانب الشارع توقفت سيارة كبيرة للهلال الأحمر كمركز للتبرع بالدم .


وينتهي الشارع لنصل إلى جسر على نهر نازل من مرتفعات أعلى " يلوا " ليصب في البحر ، واعتلت على حواجز الجسر الجانبية تماثيل جميلة تمثل الطفولة بالإضافة إلى سنادين الورد الطبيعي الملون ، يجذب السواح لالتقاط الصور .
ويبدأ شارع الساحل الذي له ممرين احدهما قريب على البحر (بحر مرمرة) يتجول السواح بحرية كاملة دون وجود آية حواجز وتنتشر على امتداده مساطب للجلوس ، أما الشارع الثاني فتنتشر على جانبيه المقاهي والمطاعم بانواعها ، وقد تم تقسيم الشارع إلى ممرات بالاصباغ ، ممر للأطفال واخر للدراجات واخر للسابلة،  وبين الشارعين كل مسافة خصصت ملاعب للاطفال تتوفر فيها اجهزة لعب مختلفة للترفيه عنهم وساحة لسباق السيارات لهم وحدائق خضراء ، وفي مسيرة نحو نهاية الشارع الذي يمتد لمسافة كيلومترين هناك اجهزة العاب رياضية وساحات لعب للشباب يشاركهم فيها كبار السن .



ومن المفارقة أن تجد في بداية الشارع مقهى خاصة بالعراقيين حيث يرتادونها يوميا للعب الورق واحتساء الشاي والقهوة .
وتنشر على طول الشارع الاكشاك المتنوعة الاختصاص،  هناك من يبيع المحار والليمون،  والايس كريم ، والذرة المسلوقة والمشوية،  واكلات متنوعة وباعة التحف .
ونشاهد العوائل والاطفال من مختلف الجنسيات ، والأغلبية من العراق وسوريا ،  وللرياضة نصيب حيث يمارسها الكثيرين منهم ، وركوب الدراجات بالعجلتين والاربع خصوصا الشابات والصغار .





 
والكلاب والقطط لها مشاركة في هذه الحياة ، حيث تتجول بين الناس دون خوف من الطرفين حيث لهم الحماية والرعاية من المجتمع والبلدية ووضعت لهم أطواق في رقابهم ومقابس في اذانهم للاستدلال عليهم والمراقبة .


وهناك حماية أمنية كاملة يتجول افرادها على الدراجات أو سيرا على الاقدام ، تشعرك بالأمان والاطمئنان ، وتعيش أجواء هادئة وممتعة دون منغصات لتعود إلى دارك سعيدا وانت قد مضيت ساعات تتجول بين كل ما وصفناه لك عزيزي القارئ متمتعا بالهواء النقي تحت ظلال الأشجار العالية التي اصطفت على طول الشارع لتبعث لك بعطورها مع الهواء البحري النقي ، وترى وجوها كلها سعادة وانتشاء وقد توردت ومسحت الحزن عنها من تعب الحياة.. لتنام سعيدة بعيدة عن هموم ، لا ماء ولا كهرباء ولا متنزه في بلادي.. واأسفاه.
والجدير بالذكر ، ان مدينة يلوا قد أصابها زلزال ١٧ اب ١٩٩٩ الذي أدى إلى مقتل ١٧ الف مواطن ، وتم عمل نصب عام ٢٠٠٠ من قطع المرمر الكبيرة محفورة عليها اسمائهم تخليدا لذكراهم حيث يقوم أهالي القتلى سنويا بوضع الشموع في هذا المكان الذي اضيئ ليلا ،وكانت المساحة التي دمرها الزلزال تبلغ ٦٥٠٠٠ متر مربع .



وهذه المدينة اليوم أصبحت وجهة السائحين العرب والاجانب بعد أن أعيد بناتها .


google-playkhamsatmostaqltradent