recent
أخبار ساخنة

الأدبَ تفسيرُ الحياة

 


الحرير/

بقلم / نزار حاتم

قيل ( إنَّ الأدبَ تفسيرُ الحياة ) بيْدَ أنَّ السؤالَ الذي يدسُّ علامتَهُ "؟" في خاصرة هذه المقولة : هو هل يُمكنُ أنْ تُشمَّ رائحةُ الزهور  في ظل التوجّس من طغيانِ  رائحة البارود ؟!!

يبدو لي أنَّ الذين يحسبونَ رائحة الأدب صنوَ رائحة الأشذاء واهمون رغمَ لغتهِ الإنسانيةِ الشفيفةِ التي تبتكرُ الحدائقَ في الزمنِ اليباب.

قصيدةُ الشاعر الإنجليزي الخلّاق ( T.S Eliot).  ( الأرضُ الخراب ) كوْنٌ ملتاعٌ بالتفجعِ، والألم، والجروح، والنار وهي  تُقدّمُ نفسَها مثلَ صورةٍ إنطباعيةٍ مدهشةٍ لمساحةِ النزيف والأوجاع التي خلّفتْها الحربُ الكونيةُ في الإنسان والطبيعة والحياة .

نحنُ في عالمٍ مرتبكٍ قد أحدثَ فيه الإرهابُ أكثرَ ممّا تقولُهُ السياسةُ والأمن بعد أنْ قتلَ في الشام ياسمينَها المبتسم ،وفي العراق نخلتَهُ ( سيدةَ الشجر المُقتنى ).

من هنا أحسبُ أنَّ مهمةَ الكلمةِ الموحيةِ في الشعر لدى الشاعر ، والريشةِ الصادمة بيد الرسام هي ليستْ رحلةً لأخذ قسطٍ من التجوال في شجر  الأضاليا ، أواليانسون الذي تداوون به طفح الجلد حين يتصوّرُ العاشقون حبَّهم طفحاً  جلدياً على جلد أجسادهم واهمين .

في زمنٍ معبّأٍ بكلِّ الإحتمالات القلقة والمقلِقة لايجدُ المبدعون مُتّسعاً غيرَ  مُضطرَبٍ مفتوحٍ  على بوّابةِ القلق والرحيلِ  مع لغةِ الدمعِ التي تُحفّزُ في الغاباتِ أنفاس الخريف حينَ تلتهمُ (الخردلَ) لوناً هو الأقربُ الى الواقعية رغمَ الأماني الغافيةِ على ذراع  (زهرة الليل ).

الأدبُ والسياسة باتا توأميْنِ سياميين كما يقول الشاعر الراحل (نزار قباني) سوى أنّ الفارق الذي نكافحُ من أجله يتمثّلُ في تثقيف السياسي قبل أن يُصبحَ صدام حسين أو (داعش أو النصرة ) .

google-playkhamsatmostaqltradent